نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين جلد : 32 صفحه : 358
و {اللام}: لام الأمر، {يعبدوا}: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، و {الواو}: فاعل. {رَبَّ}: مفعول به وهو مضاف، {هَذَا}: مضاف إليه، {الْبَيْتِ}: بدل من اسم الإشارة، والجملة الفعلية في محل الجزم بالشرط المحذوف، وجملة الشرط المحذوف مستأنفة استئنافًا نحويًا، وقيل: الجار والمجرور في قوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} متعلق بـ {جعلهم} في قوله في السورة السابقة: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}؛ لأن السورتين بمنزلة سورة واحدة، وإلى هذا ذهب الأخفش، وعلى هذا القول فـ {الفاء} في قوله: {فَلْيَعْبُدُوا} فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفوا أن الله تعالى جعل أصحاب الفيل كعصف مأكول، وأرادوا بيان ما هو اللازم لهم في شكر هذه النعمة، فأقول لهم: ليعبدوا رب هذا البيت، وجملة إذا المقدرة مستأنفة، وقيل: متعلق بمحذوف تقديره: اعجبوا لإيلاف قريش، و {الفاء} في {فَلْيَعْبُدُوا} فاء الفصيحة أيضًا. {الَّذِي}: اسم موصول في محل النصب صفة لـ {رب}، أو بدل منه. {أَطْعَمَهُمْ}: فعل ماض وفاعل مستتر ومفعول به، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. {مِنْ جُوعٍ}: متعلق بـ {أطعم}. {وَآمَنَهُمْ}: فعل وفاعل مستتر ومفعول به معطوف على {أَطْعَمَهُمْ}. {مِنْ خَوْفٍ}: متعلق بـ {آمن}.
التصريف ومفردات اللغة
{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} والإيلاف إما مصدر آلف الرباعي بوزن أكرم، تقول: آلف يؤلف إيلافًا، فهو مُؤْلِف، مثل آمن يؤمن إيمانًا فهو مؤمن، وعلى هذا يكون أصله: إئلافًا بوزن إفعال كإكرام؛ لأن آلف أصله: أألف، ومصدره: إئلاف بوزن إفعال، فأُبدلت الهمزة الساكنة في المصدر ياء؛ لكسر ما قبلها، فصار: إيلافًا، وهذا على قراءة من قرأ: {لِإِيلَافِ} بالياء، وأما على قراءة من قرأ {إِلْفِهِمْ}، أو {إلافِهِم} بلا ياء، فهو مصدر لأَلِفَ الثلاثي، يقال: ألف يالف إلفًا، كعلم يعلم علمًا، فهو عالم، والأمر من الممدود الف يا زيد، ومن المقصور: إيلف يا زيد، تقول: ألفت الشيء إلفًا وإلافًا من الثلاثي، وآلفته إيلافًا من الرباعي إذا لزمته وعكفت عليه من الإنس به وعدم النفور منه، والإيلاف إيجاب الإلْف بحسن التدبير والتلطف، فالإيلاف نقيض الإيحاش ونظير الإيلاف: الإيناس.
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين جلد : 32 صفحه : 358