responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 286
في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتب إلا حنظلة الذي يقال له: غسيل الملائكة ويسمى حنظلة الكاتب. ثم ظهر الخط في الصحابة بعد في معاوية بن أبى سفيان وزيد بن ثابت، وكانا يكتبان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان له كتاب أيضًا غيرهما. واختلفوا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه هل تعلم الكتابة بآخرة من عمره أو لا؟ لعلمائنا فيها وجهان، وليس فيه حديث صحيح ولا نقل صريح.
ولما [1] كان الخط صنعة ذهنية وقوة طبيعية صدرت بالآلة الجسمانية .. لم يحتج إليه من كان القلم الأعلى منبعه واللوح المحفوظ مصحفه ومرجعه، وعدم كتابته مع علمه بها معجزة باهرة له - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ كان يعلم الكتاب علم الخط وأهل الحرف حرفتهم، وكان أعلم بكل كمال أخروي أو دنيوي.
ومعنى الآية: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ}؛ أي: في العرب؛ لأن أكثرهم لا يكتبون ولا يقرؤون من بين الأمم، فغلب الأكثر، وإنما قلنا: أكثرهم لأنه كان فيهم من يكتب ويقرأ وإن كانوا على قلة. رسولًا من جنسهم ونسبهم. والبعث في الأميين لا ينافي عموم دعوته - صلى الله عليه وسلم -، فالتخصيص بالذكر لا مفهوم له. ولو سلم .. فلا يعارض منطوق قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} على أنه فرق بين البعث في الأميين والبعث إلى الأميين، فبطل احتجاج أهل الكتاب بهذه الآية على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان رسول الله إلى العرب خاصة، ورد الله بذلك ما قال اليهود للعرب طعنًا فيه: نحن أهل الكتاب وأنتم أميون لا كتاب لكم.
{يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} القرآنية، مع كونه أميًا لا يقرأ ولا يكتب ولا تعلم ذلك من أحد. والجملة [2] صفة لـ {رَسُولًا}، وكذا قوله: {وَيُزَكِّيهِمْ} قال ابن جريج ومقاتل؛ أي: يطهرهم من دنس الكفر والذنوب. وقال السدي: يأخذ زكاة أموالهم. وقيل: يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان. {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}: هذه صفة ثالثة لـ {رَسُولًا}. والمراد بالكتاب: القرآن وبالحكمة: السنة، كذا قال الحسن. وقيل: الكتاب: الخط بالقلم، والحكمة: الفقه في الدين، كذا قال مالك بن أنس. {وَإِنْ كَانُوا}؛ أي: وقد كانوا {مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل بعثه فيهم {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. وخطأ ظاهر، وشرك بيّن، وذهاب عن الحق.

[1] روح البيان.
[2] الشوكاني.
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست