responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 252
لإنكار الأذية ونفي سببها. {وَقَدْ} لتحقيق العلم، لا للتوقع، ولا للتقريب ولا للتقليل. فإنهم قالوا: إن (قد) إذا دخلت على الحال تكون للتحقيق، وإذا دخلت على الاستقبال تكون للتقليل. وصيغة المضارع للدلالة على استمرار العلم؛ أي: كيف تؤذونني والحال أنكم تعلمون علمًا قطعيًا مستمرًا بمشاهدة ما ظهر بيدي من المعجزات أني مرسل من الله إليكم لأرشدكم إلى خير الدنيا والآخرة، ومن قضية علمكم بذلك: أن تبالغوا في تعظيمي، وتسارعوا إلى طاعتي، فإن تعظيمي تعظيم لله وإطاعتي إطاعة له. وفيه تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الأذية قد كانت من الأمم السالفة أيضًا لأنبيائهم والبلاء إذا عم .. خفّ.
وحاصل المعنى [1]: واذكر - يا محمد - لقومك خبر عبده ورسوله موسى بن عمران كليم الله، حين قال لقومه: لم تؤذونني وتخالفون أمري، فتتركوا القتال وأنتم تعلمون صدقي فيما جئتكم به من رسالة ربي؟ وفي هذا تسلية لرسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما أصابه من قومه الكافرين ومن غيرهم، وأمر له بالصبر، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". كما أن فيه نهيًا للمؤمنين أن ينالوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو يوصلوا إليه أذى، كما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}. وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قسم غنائم الطائف .. قال بعض المنافقين: هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله، فتغير وجهه الشريف وقال ذلك.
ثم بيّن عاقبة عصيانهم ومخالفة أمره بقوله: {فَلَمَّا زَاغُوا}؛ أي: أصروا على الزيغ والميل عن الحق الذي جاء به موسى، واستمروا عليه {أَزَاغَ اللَّهُ} سبحانه وتعالى {قُلُوبَهُمْ}؛ أي: صرفها عن قبول الحق والميل إلى الصواب؛ لصرف اختيارهم نحو الغي والضلال. وقال الراكب في "المفردات"؛ أي: لما فارقوا الاستقامة عاملهم بذلك، وقال جعفر: لما تركوا أوامر الخدمة نزع الله من قلوبهم نور الإيمان، وجعل للشيطان إليهم طريقًا، فأزاغهم عن طريق الحق وأدخلهم في مسالك الباطل. وقال الواسطي: لما زاغوا عن القربة في العلم أزاغ الله قلوبهم في الخلقة. وقال بعضهم: لما زاغوا عن العبادة أزاغ الله قلوبهم عن الإرادة. يقول

[1] المراغي.
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 29  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست