نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 82
مشتق [1] من: وَلِهَ يَولَه. وقيل من: لاهَ يلُوهُ. معناه: الربُّ المحمود المستحقُّ لأعلى مراتب العبادة [2]. [1] القائلين بالاشتقاق -أي اشتقاق لفظ الجلالة "الله" - على أربعة أقوال يمكن حصرها بما يلي:
القول الأول: إنه مشتق من لاه يليه أي ارتفع، ومنه قيل للشمس: إلاهة، لارتفاعها.
القول الثاني: إنه مشتق من لاه يَلُوهُ لِياهاً، أي: احتجب، فالألف على هذين القولين أصلية، فحينئذ أصل الكلمة لاَهَ، ثم دخل عليه حرف التعريف فصار اللاه، ثم أُدْغِمَتْ لام التعريف في اللام بعدها لاجتماع شروط الإدغام، وفُخِّمَت لامُه.
القول الثالث: إنه مُشْتَقٌّ من أَلَهَ، وهذه اللفظة مشتركة بين معانٍ، وهي: (العبادة، والسكون، والفزع) أي: يعبدونه ويسكنون إليه ويفزعون إليه. ومنه قول رؤبة بن العجاج:
لله درُّ الغانِيَاتِ المُدَّهِ ... سَبَّحْنَ واسترجَعْنَ من تَأَلُّهِي
أي: من عبادته. ومنه قراءة ابن مسعود وعلي وابن عباس وأنس: {وَيَذَرَكَ وإلاَهَتَكَ} وعلى هذا فالهمزة أصلية والألف قبل الهاء زائدة، فأصل الكلمة "الإله" ومنه قول البعيث بن حريث:
معاذ الإله أن تكونَ كظبيةٍ ... ولا دُمْيَةٍ ولا عقيلةِ رَبْرَبِ
ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال كما حذفت في أناس فالتقى حرف التعريف مع
اللام فأدغم فيها وفُخَّم.
القول الرابع: إنه مشتق من وله - لكون كل مخلوق والهاً نحوه - وأصله "ولاه" ثم أُبْدِلَت الواو همزةً كما أُبدِلت في "إشاح" و"إعاء" فصار اللفظ به "إلاه" ثم حصل له من حذف الهمزة والإدغام، وَيُعْزَى هذا القول للخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه سيبويه. وعلى هذين القولين الأخيرين يكون وزن إلاه: فِعَال، بمعنى مفعول أي: معبود. ككتاب بمعنى مكتوب.
وعلى كل الأحوال من هذه الأقوال الأربعة يتعين أن يكون لفظ الجلالة مشتقاً وليس جامداً، وهو الذيَ عليه عامة المفسرين كابن جرير الطبري والقرطبي وابن كثير والسمين الحلبي وغيرهم [تفسير الطبري (1/ 121) - تفسير البسملة؛ تفسير القرطبي (1/ 102) - تفسير البسملة؛ الدر المصون (1/ 26)؛ ديوان العجاج 165؛ تفسير ابن عطية (1/ 95)؛ ديوان الحماسة (1/ 218)]. [2] كتب في الهامش في النسخة "ي": (قال أبو على: همزة إلاه حذفت حذفاً من غير إلغاء، وهمزة إلاه أصل، وهو من ألِهَ يُأله إذا عُبدَ، فالإله [مصدر في] موضع المفعول، أي: المألوه، وهو المعبود، وقيل: أصل الهمزة واو لأنه من الوُلَه، فالإله يقوله إليه القلب، [أي] يتحيد. وقيل: أصله لاه على [فعل، وأصل] الألف باء =
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 82