responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 159
وفي الآية دليلٌ أنَ الكفار مخاطبون بالشرائع بشرط تقديم الإيمان [1]. وإليه ذهب كثيرٌ من أصحابنا. فإن قيل: لو كانوا مخاطبين لما سقط القضاءُ عنهم كالمسلمين. قلنا: القضاء فرضٌ مبتدأ لا يتبع المقتضي كفوت الجمعة، وفوت صلاة الحائض لا إلى قضاء. ومَنْ قال: الكفارُ غير مخاطبين بالشرائع، قال: نزلت الآيةُ في شأن المؤمنين من بني إسرائيل. ويجوز أن يقول للمؤمنين: آمِنوا.
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ} السفلة [2]. {بِالْبِرِّ} بالتوحيد واتباع محمَّد {وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [3] تتركون فلا تتبعونه {تَتْلُونَ} تقرأون {الْكِتَابَ} التوراة والإنجيل {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} تفهمون أنّه حقٌّ فتؤمنوا به. والبرّ: ضد الفجور. والنسيان

[1] الكفار مخاطبون بالشرائع، فما كان قبل بعثة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - يكون الخطاب لكل أمة بمن يرسل إليهم من الرسل، حتى إذا ما ختم الأنبياء والرسل بنبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فكانت بعثته عليه الصلاة والسلام إلى الناس عامة فكان الخطاب موجهًا إلى كافة الإنس والجن بدون استثناء. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا. . .} [الأعراف: 158] أما ما ذكره المؤلف من شرط تقديم الإيمان عند توجيه الخطاب لا يوافق عليه - والله أعلم - فالخطاب موجّه حتى للمنكرين الأنبياء ودعوتهم فلا يشترط أن يكونوا مؤمنين بالأنبياء حتى يوجّه الخطاب لهم فالله - عَزَّ وَجَلَّ - وجّه الخطاب لكفار قريش وكثير منهم ينكر نبوّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وينكر دعوته وما جاء به.
[2] الاستفهام هنا الذي بمعنى التوبيخ موجّه إلى أحبار اليهود بمعنى "تنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوّة والعُهْدة من التوراة وتتركون أنفسكم" وهذا المعنى هو الذي صحّ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في توجيه هذه الآية فيما رواه الطبري في تفسيره (2/ 7)، وعلى هذا التفسير يتوجّه أن يكون المراد بقوله {وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ} التوراة. ولا مانع من تعميم من اتصف بمثل هذه الصفة أن يوبخ بمثل هذا التوبيخ كمن يأمر الناس بالتمسك بدين الله وهو بعيد عن التحلّي بهذا الدين. قال أبو العتاهية:
وصفتَ التُّقَى حتَّى كأنَّكَ ذو تُقى ... وريحُ الخطايا من ثيابِكَ تسطعُ
وقال أبو الأسود الدُؤَلي:
لا تَنْهَ عَنْ خلقٍ وتأتيَ مثله ... عارٌ عليك إذا فَعَلْتَ عظيمُ
وابدأ بنفسك فانهها عن غَيِّها ... فَإِن انتهتْ عنه فأنتَ حكيمُ
فهناكَ يُقْبَلُ إن وَعظتَ ويُقْتَدَى ... بالقولِ منكَ وينفعُ التعليمُ
[3] (أنفسكم) ليست في (ب).
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست