responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 153
والثاني من السماء للأرض [1]، وقيل: لتبين الحال التي يقع عليها الهبوط، هذا الهبوط على أنّ من {تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. والهبوط الأول على عداوة بعضهم لبعض، فلما كان لهم حالتان عند الهبوط، ذكر الهبوط مرتين، كقولك: اذْهَبْ إلى فلان سريعًا وقُلْ له كذا وكذا، اذهب مخفيًا. وقيل: للتوكيد. وقيل: لأنه خطابٌ خاصٌّ يعقبه قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى} وهو خطاب لهما، والمراد: ذريتهما.
ودخولُ النون في الشرط للتأكيد ولمراعاة اللفظ لأن حرف "ما" يُشْبه حروف القسم لأنّ لَهُ حظًا في القسم بدليل: أنّه يُجابُ به عن القسم فَيُقال: والله ما قام زيدٌ. وقيل: الجزاء إذا جاء في الفعل معهما النون الثقيلة أو الخفيفة لزمتها "ما" للتأكيد. وفتحت الياء لالتقاء الساكنين عند سيبويه وعند غيره كاسمين رُكّبا مثل: خمسة عشر [2]. {مِنِّي هُدًى} كتابٌ ورسولٌ. وقيل: وحيٌ وشريعة.

[1] ذكر ذلك البغوي (1/ 51) والقرطبي (1/ 327) وابن الجوزي (1/ 70) وعلق الخازن في تفسيره (1/ 51) على الهبوط الثاني وضعَّفه فقال: وفيه ضعف لأنه قال في الهبوط الأول {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} فدل على أنه كان من الجنة إلى الأرض، والأصح أنه للتأكيد. اهـ.
(2) "إمّا" أصلها: إن الشرطية زيدَتْ عليها "ما" تأكيدًا، والفعل بعدها {يَأْتِيَنَّكُمْ} مبني على الفتح - على القول الراجح - لأنها باشرت الأداة وبني على الفتح طلبًا للخفَّة. وذهب الزجاج والمبرد إلى أن الفعل الواقع بعد "إن" الشرطية المؤكدة بـ "ما" يجب تأكيده بالنون، ولذلك لم يأت التنزيل إلا عليه، وذهب سيبويه إلى أنه جائز لا واجب لكثرة ما جاء به منه في الشعر غير مؤكد، فكثرةُ مجيئه غير مؤكد يدل على عدم الوجوب، ومن ذلك قول الشنفرى:
فَإِمَّا تَرَيْنِي كابنةِ الرَّمْلِ ضاحيًا ... على رِقَّةٍ أَحْفَى ولا أَتَنَعَّلُ
وقول سلمى بن ربيعة أو علباء بن أرقم:
زَعَمَتْ تُمَاضِرُ أَنَّنِي إِمَّا أَمُتْ ... يَسْدُدْ أُبَيْنُوهَا الأَصَاغِرُ خُلَّتِي
وذهب المهدوي وتبعه ابن عطية إلى أن "ما" هي إنْ التي للشرط زيدت عليها "ما" ليصِحَّ دخول النون للتوكيد في الفعل، ولو سقطت "ما" لم تدخل النون، و"ما" تؤكد أول الكلام، والنون تؤكد آخره. اهـ.
[معاني القرآن للزجاج 1/ 86 - الكتاب 2/ 152 - الأصمعيات ص 161 - أمالي الشجري 2/ 69 - تفسير ابن عطية 1/ 247].
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست