responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 145
لقوله تعالى: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ} [1] ولأنه مخلوقٌ من النار وله نسلٌ وذريةٌ. ومتصلٌ على قول آخرين [2]، لقوله: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} فلو لم يكن منهم لم يتوجَّه عليه الخطابُ، ولو لم يتوجَّه عليه الخطابُ لما لزمه الذمُّ والنكيرُ، ولَمَا كان أبيًا أمر ربِّه. وإنما قال: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} لأنه كان من خُزّان الجنان فاشتق لهم اسمٌ من الجَنَّة.
وأما الذريةُ فقد حصلت له بعد المسخ، ويجوز تناسلُ الممسوخ عند أكثر الناس. وهو إفعيل من أبْلَيسَ، أي: يَئِسَ من رحمة الله، وقيل: إنّه اسمٌ أعجمي لذلك لا ينصرف [3].
{أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} امتنع وتعظم في نفسه {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} حين عزم (4)

= قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس. ولذا فصَّل ابن عباس - رضي الله عنهما - في أصل إبليس فقال: "كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن ... " الأثر بطوله وفيه غرابة كما قال بعض أهل الحديث، والكلام يطول جدًا في هذه المسألة وعند التحقيق يتعين كون إبليس ليس من جنس الملائكة وأنه مخلوق من نار السموم بصريح الآية على عكس الملائكة التي خلقت من نور، وبهذا كما قال المؤلف يكون الاستثناء منقطعًا وهو الذي رجحه ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير 1/ 423).
[1] سورة الكهف: 50.
[2] وهو الذي رجحه السمين الحلبي في تفسيره "الدر المصون 1/ 273) واحتج الحلبي بأن الملائكة قد يسمون جنًا لاجتنانهم - أي اختفائهم، ومنه قول الأعشى:
وَسَخَّرَ من جِنِّ الملائكة تسعةً ... قيامًا لديه يعملون بلا أَجرِ
وقال تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات: 158] أي الملائكة.
[3] هذا هو الصحيح - أنه اسم أعجمي ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وهذا مذهب عامة المفسرين والنحويين كابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 544) والزجاج في معاني القرآن (1/ 114) وأبي جعفر النحاس في إعراب القرآن (1/ 162) والسمين الحلبي في الدر المصون (1/ 274) وغيرهم. وزعم أبو عبيدة فيما نقله عنه أبو جعفر النحاس (1/ 162) أنه عربي مشتق من أَبْلَسَ إلا أنه لم ينصرف لأنه لا نظير له أي أنه مشتق من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله والبعد عنها، ومنه قول الشاعر [ينسب للعجاج]:
يا صاحِ هل تعرِفُ رسمًا مُكْرَسًا ... قال نَعَمْ أعرفه وأَبْلَسَا
ووزنه عند هؤلاء إفْعِيل.
(4) في (أ): (عظم) وهو خطأ.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست