responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 783
الطّاووس والحيّة على سبيل المسخ، وأخرج إبليس على سبيل الطّرد واللّعن وكان من الصّاغرين. وفي الحديث أنّ الله تعالى يقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربّنا وقد بيّضت وجوهنا ويسّرت لنا الحساب وأنقذتنا (145 ظ) من النّار وأجزتنا على الصّراط وأدخلتنا الجنّة، فيقول الله سبحانه وتعالى: إنّ لكم عندي أفضل من ذلك، فيقولون: وما ذلك يا ربّنا؟ فيقول الله تعالى: رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا [1].

73 - ومجاهدة المنافقين هو التّعنيف في الملامة والإنذار والتّعزير والحبس ما لم يظهروا أمرهم، فإذا ظهر أمرهم فالسّيف، ومن علم منهم أنّه يتوب بلسانه تقيّة لم تقبل توبته [2].
و (الغلظة): ضدّ الرّقّة [3]. ولا تصلح المجاهدة بغير غلظة كما لا تصلح المسالمة بغير رفق.

74 - {يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا:} هو قول الجلاس بن سويد: إن كان ما يقوله محمّد حقّا فنحن شرّ [4] من حمير. وقيل: قولهم: لئن رجعنا إلى المدينة لنعقدنّ [5] على رأس ابن أبيّ تاجا [6]. وقيل: قولهم: ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ [7].
و {كَلِمَةَ الْكُفْرِ:} كلّ كلمة تخالف مقتضى الإسلام.
وفي الآية دلالة أنّ الإيمان والإسلام واحد.
وهمّهم [8] {بِما لَمْ يَنالُوا:} قصدهم الفتك [9].
{وَما نَقَمُوا إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ:} في إغناء الله إيّاهم بالغنائم الإسلاميّة تحت الرّاية النّبويّة حتى صاروا أهل كنوز وصهيل بعد أن كانوا أهل زرع ونخيل، فلمّا أغناهم الله بيمن رسوله قابلوه بالعيب والطّعن والمكر وبطروا وكفروا نعمة الله فذكر الله حالهم ذلك [10]. وسئل الحسين بن الفضل عن قولهم: اتّق شرّ من أحسنت إليه، هل يوجد في القرآن؟ فقال: نعم وذلك قوله: {وَما نَقَمُوا [11]} إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ [12].

[1] ينظر: صحيح البخاري 5/ 2398، ومسلم 4/ 2176، وابن حبان 16/ 470.
[2] ينظر: تفسير الطبري 10/ 233 - 235، وزاد المسير 3/ 319، والتفسير الكبير 16/ 134 - 135.
[3] ينظر: تفسير القرطبي 8/ 205، وفتح القدير 2/ 382.
[4] ساقطة من ب. وينظر: تفسير الطبري 10/ 235 - 236، والبغوي 2/ 311، والكشاف 2/ 291.
[5] النسخ الثلاث: لنقعدن.
[6] ينظر: الوجيز 1/ 473، وتفسير البغوي 2/ 312، والكشاف 2/ 292.
[7] ينظر: تفسير الطبري 10/ 237، والبغوي 2/ 312، والتفسير الكبير 16/ 136.
[8] في ع: وهموا.
[9] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 461، وتفسير البغوي 2/ 312، والكشاف 2/ 291.
[10] ينظر: الوجيز 1/ 473، والكشاف 2/ 292، والتفسير الكبير 16/ 137.
[11] بعدها في ك: منهم، وهي مقحمة.
[12] ينظر: تفسير القرطبي 8/ 208.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست