responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 752
يقتلهما [1]، فجاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تشكوه والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصلّي صلاة (137 و) الضّحى، وذلك قبل أن دخل مكّة، فقال: أجرنا من أجرت [2].
وعن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يا أبا هريرة اهتف بالأنصار، فنادى: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاؤوا كأنّما كانوا على ميعاد، ثمّ قال: اسلكوا هذا الطّريق ولا يشرفن أحد عليكم إلا أنمتموه، أي: قتلتموه [3].
وسار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى دخل المسجد، وما قتل ذلك اليوم إلاّ أربعة، ودخل صناديد قريش الكعبة يظنّون أنّ السّيف لا يرفع عنهم، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعضادتي الباب وقال:
ما تظنّون؟ فقالوا [4]: نقول: أخ وابن عم حليم رحيم، فقال رسول الله [5] صلّى الله عليه وسلّم: إنّي أقول كما قال يوسف عليه السّلام: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ [الْيَوْمَ] [6]}، الآية [يوسف:92]، فخرجوا من الكعبة كأنّما نشروا من القبر، ودخلوا في الإسلام [7].
قالت عائشة: ما من بلدة إلاّ فتحت بالسّيف إلاّ المدينة فإنّها فتحت بلا إله إلاّ الله [8].
وقوله: {وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ} [الفتح:22] في شأن أسد وغطفان، وقيل: في الحديبية [9]. وكذلك قوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} [الفتح:24] كان المشركون [10] بعثوا أربعين رجلا، وقيل: اثنا عشر لاغتيال أصحاب [11] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام الحديبية فأظهرهم الله عليهم فأخذوهم وجاؤوا بهم إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأطلقهم [12].
قد دلّ كتاب الله وتواترت الرّوايات وأجمع أصحاب السّير أنّ مكّة فتحت عنوة ثمّ منّ عليهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأطلقهم ولم يقسم أموالهم فسمّوا طلقاء [13]، فمن قال: فتحت صلحا [14]، فقد

[1] في ك وع: يقتلها.
[2] ينظر: مصنف ابن أبي شيبة 6/ 510، ومسند أبي عوانة 4/ 291 - 292، وشرح معاني الآثار 3/ 323.
[3] ينظر: سنن الدارقطني 3/ 59، والمستدرك 2/ 62، والسنن الكبرى للبيهقي 9/ 118.
[4] في ك وع: فقال، وبعدها في ك: يقول، بدل (نقول).
[5] (رسول الله) ليست في ك وب.
[6] من ع.
[7] ينظر: شرح معاني الآثار 3/ 325، والسنن الكبرى للبيهقي 9/ 118.
[8] وهو حديث مروي عن عائشة رضي الله عنها في الضعفاء الكبير 4/ 58، والمجروحين 2/ 289، والكامل في ضعفاء الرجال 6/ 171، وفيها جميعا أن المدينة فتحت بالقرآن.
[9] ينظر: تفسير القرطبي 16/ 280.
[10] في ك: كانوا المشركين، بدل (كان المشركون).
[11] ساقطة من ع.
[12] ينظر: صحيح مسلم 3/ 1442، وأخبار مكة 5/ 90، والسنن الكبرى للبيهقي 6/ 318 - 319.
[13] وهذا قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي، ينظر: شرح معاني الآثار 3/ 311، والبحر الرائق 2/ 260، وحاشية رد المحتار 2/ 176.
[14] وهو قول الشافعي وأحمد، ينظر: الأم 7/ 362، وفتح الباري 8/ 12، وعون المعبود 5/ 346.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 752
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست