نام کتاب : فتح البيان في مقاصد القرآن نویسنده : صديق حسن خان جلد : 14 صفحه : 365
وعنه في الآية قال: " لما أتى الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بأصحابه يركعون بركوعه وشمجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه، فقالوا لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً " أخرجه عبد بن حميد والحاكم والترمذي وصححاه وغيرهم؛ وعنه قال لبداً أي أعواناً.
(قل) يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجيباً للكفار (إنما أدعو ربي) وحده وأعبده (ولا أشرك به) في العبادة (أحداً) من خلقه، قرأ الجمهور " قال " وقرىء قل على الأمر، وهي سبعية، ففي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، وسبب نزولها أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم فارجع عن هذا فنحن نجيرك.
(قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) أي لا أقدر أن أدفع عنكم غياً [1] ولا أسوق إليكم خيراً لأن الضار والنافع هو الله سبحانه وقيل الضر الكفر والرشد الهدى، والأول أولى لوقوع النكرتين في سياق النفي فهما يعمان كل ضرر وكل رشد في الدنيا والدين. [1] استعمال الضر في الغي من استعمال المسبب في السبب فهو مجاز مرسل اهـ منه.
(قل إني لن يجيرني من الله أحد) أي لا يدفع عني أحد عذابه إن أنزله بي كقول صالح (فمن ينصرني من الله إن عصيته) وهذا بيان لعجزه عن شؤون نفسه بعد بيان عجزه عن شؤون غيره (ولن أجد من دونه ملتحداً) أي ملجأً ومعدلاً وحرزاً ألجأ إليه وأحترز به، والملتحد معناه في اللغة الممال أي موضعاً أميل إليه، في القاموس ألحد إليه مال كالملتحد، والملتحد الملتجأ، وفي المصباح الملتحد بالفتح اسم الموضع وهو الملجأ أهـ قال قتادة: مولى، وقال السدي: حرزاً، وقال الكلبي: مدخلاً في الأرض مثل السرب، وقيل مذهباً ومسلكاً، والمعنى متقارب.
نام کتاب : فتح البيان في مقاصد القرآن نویسنده : صديق حسن خان جلد : 14 صفحه : 365