نام کتاب : فتح البيان في مقاصد القرآن نویسنده : صديق حسن خان جلد : 14 صفحه : 358
(وأنا ظننا) الظن هنا بمعنى العلم واليقين أي وأنا علمنا وتيقنا بالتفكر والاستدلال في آيات الله (أن لن نعجز الله في الأرض) أينما كنا فيها ولن نفوته بهرب ولا غيره إن أراد بنا أمراً (ولن نعجزه هرباً) مصدر في موضع الحال أي ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء. وهذه صفة الجن وما هم عليه
للسماء. وارتفاع الشر على الاشتغال أو على الابتداء وخبره ما بعده. والأول أولى لتقدم طالب الفعل على الاشتغال أو على الابتداء وخبره ما بعده. والأول (أم أراد بهم ربهم رشداً) أي خيراً: قال ابن زيد قال إبليس لا ندري أأراد الله بهذا المنع أن ينزل على أهل الأرض عذاباً أو يرسل إليهم رسولاً؟ والجملة سادة مسد مفعولي ندري، والأولى أن هذا من قول الجن فيما بينهم، وليس من قول إبليس كما قال ابن زيد.
(وأنا منا الصالحون) أي قال بعض لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنا كنا قبل استماع القرآن منا الموصوفون بالصلاح (ومنا دون ذلك) أي قوم دون الموصوفين بالصلاح، وقيل أراد بأهل الصلاح المؤمنين وبمن هم دون ذلك الكافرين، والأول أولى، وقال ابن عباس يقول منا المسلم ومنا المشرك.
(كنا طرائق قدداً) أي جماعات متفرقة وفرقاً شتى، وأصنافاً مختلفة وذوي مذاهب متفاوتة، والقدة القطعة من الشيء وصار القوم قدداً إذا تفرقت أحوالهم، واستعمال القدد في الفرق مجاز، والمعنى كنا ذوي طرائق قدداً أو كانت طرائقنا طرقاً قدداً أو كنا مثل طرائق قدداً أو كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة: وقال السدي والضحاك: أدياناً مختلفة، وقال قتادة: أهواء متباينة، وقال ابن عباس: أهواء شتى. وقال سعيد بن المسيب: كانوا مسلمين ويهوداً ونصارى ومجوساً، وكذا قال مجاهد: قال الحسن: الجن أمثالكم قدرية ومرجئة وخوارج ورافضة وشيعة وسنية وكذا قال السدي.
نام کتاب : فتح البيان في مقاصد القرآن نویسنده : صديق حسن خان جلد : 14 صفحه : 358