من سن سنة حسنة أو سيئة هو من ابتدأ طريقا من الخير في أعمال البر والاحسان وما ينتفع به الناس من شؤون الحياة. ولا يشمل ذلك ما يحدثه المحدثون من البدع في العبادات من الزيادات والاختراعات اذ الزيادة على ما وضعه الشرع من العبادات وحدده افتئات عليه واستنقاص له، وهذه هي البدعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كل بدعة ضلالة» «وكل ضلالة في النار».
تحذير:
على العاقل وقد علم انه محاسب عن أفعاله وعلى آثار أقواله أن لا يفعل فعلاً ولا يقول قولا حتى ينظر في عواقبه، فقد تكون تلك العواقب أضر عليه من أصل القول وأصل الفعل، فقد يقول القول مرة ويفعل الفعل مرة، ثم يقتدي به فيه آلاف عديدة في أزمنة متطاولة. حقا ان هذا لشيء تنخلع منه القلوب وترتعد منه الفرائض وصدق القائل من السلف- رضي الله عنهم-: السعيد من ماتت معه سيئاته.
الاحصاء العام في الكتاب الإمام:
{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}
المناسبة:
لما أعلم العباد بأنه يكتب لهم وعليهم أعمالهم أعلمهم بأنه تعالى قد كتب كلَّ الأشياء لا خصوص أعمالهم تعميما بعد تخصيص.
المفردات:
الاحصاء: تحصيل الشيء بالعد وضبطه والاحاطة به. الامام: ما يؤتم ويقتدى به. والكتاب: إمام لأنه يتبع فيؤخذ بما فيه ويعتمد عليه. والمبين: المظهر لما فيه فكل ما فيه ظاهر فيه.