تنطوي عليه السرائر تواريه الستائر وما هو ظاهر للعموم.
استدلال وتوجيه:
السجود مظهر لغاية الذل والخضوع والانقياد والاستسلام، وتلك أصل العبادة ولا يستحقها من العبد الا من هو- حقيقة- المنعم الغني الكامل القوي، وما هو الا خالقه. فاستدل على استحقاق الله السجود دون غيره بما ذكر من اخراجه الخبء ويشمل علمه لما خفي وما علن. وذلك متضمن لكماله وانعامه وشمول علمه وعموم سلطانه.
حكم وانبناؤه:
انبنى على ان السجود عبادة ولا يستحقها الا الخالق، تحريم السجود للمخلوق فلا يجوز أن يعظم به أحد أحدا ولو لم يقصد به العبادة اما إذا قصد به العبادة فهو الكفر البواح.
تحذير:
كثيرا ما رأينا في الرسوم التي تنشرها الصحف أناسا من المسلمين راكعين أو مقاربين للسجود لذي سلطان. فعلى المسلم أن يحذر من ذلك فلا يفعله ولا ينحني لأحد من الخلق وان ينكره إذا رآه.
تشويق القرآن إلى علوم الأكوان:
من أساليب الهداية القرآنية إلى العلوم الكونية أن يعرض علينا القرآن صوراً من العالم العلوي والسفلي في بيان بديع جذاب يشوقنا إلى التأمل فيها والتعمق في أسرارها، وهنا يذكر لنا ما خبأه، في السموات والأرض لنشتاق اليه. وتبعث في البحث عنه واستجلاء حقائقه ومنافعه غريزة حب الاستطلاع ومعرفة المجهول وبمثل هذا انبعث أسلافنا في خدمة العلم واستثمار ما في الكون إلى أقصى