وروى عن ابن عيينة أنه قال: فريضة على جماعتهم، ويجزىء فيه بعضهم عن بعض وتلا هذه الآية: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}.
ثم أورد ابن عبد البر جملة من المسائل الواجبة وجوبا عينيا، وجملة من الواجبات الكفائية، ونحن لا نرى لزوما للتفصيل فإنه يلوح من كلام الأئمة المتقدم أن طلب العلم على وجهين: أحدهما الاشتغال بتحصيل مسائله والانقطاع إلى تعلم قواعده. وهذا هو الواجب كفاية. وثانيهما السؤال عن حكم ما نزل به من أمر دينه واستفتاء أهل العلم فيه وهذا واجب عينا فاحفظ هذا الضابط واعتبر به مسائل دينك يسهل عليك الفرق بين ما هو واجب على عموم المسلمين يسقط عنهم بوجود عالم بينهم، وما هو واجب عليك في خاصة نفسك لا تبرأ منه ذمتك إلا بمعرفته [1].
3 - براءة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ممن غير دينه:
روى مالك في الموطأ، وروى غيره أيضا عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- خرج إلى القبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنَّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا. فقالوا: يارسول الله، ألسنا بإخوانك؟ قال: كلا أنتم أصحابي. وإخواننا الذين لم يأتوا بعد. وأنا فرطهم على الحوض. [1] الصراط السنة الأولى العدد 12 يوم الإثنين 16 شعبان 1352هـ ديسمبر 1933م، ص1 ع1 و2 و3 ص2 ع1