المعنى:
تمسكوا بالصدق وألزموه فإن الصدق يوصل إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم، وإن العمل الصالح يوصل إلى الجنة، وإن الرجل ليتكرر منه الصدق ويتكرر منه تعمد الصدق والقصد إليه والتزامه حتى يكتب عند الله كتابة خاصة صديقا فيثاب ثواب الصديقين ويرضى عليه رضاهم. واحذروا الكذب واجتنبوه فإن الكذب يوصل إلى الشر والانبعاث فيه وأن الشر يوصل إلى النار. وأن الرجل ليتكرر منه الكذب ويتكرر منه تعمده والقصد إليه حتى يكتب عند الله كتابة خاصة كذابا فيؤثم إثم الكذابين ويسخط عليه سخطهم.
تفصيل وتقسيم:
الصدق والكذب يكونان باللسان على ما تقدم من التفسير وهو الأصل في إطلاقهما، وعليه محمل الحديث. ويكونان في القلب من حيث الاعتمقاد فالعقد الحق الجازم صدق والعقد الباطل كذب ويكونان في الجوارح من حيث الأفعال، فالأفعال الموفر حقه الواقع على وجهه [1] صدق، والفعل الناقص الواقع على غير وجهه كذب، وجماعها كلها الحق والكمال في الصدق والباطل والنقص في الكذب فأقسام كل منهما مرتبط بعضها ببعض ارتباطا يكاد لا ينفصل ويكاد من التزم بعضها ألاَّ يفارق الآخر. ولا يكمل العبد في مقام الصديقة إلا بكماله في أقسام الصدق كلها، وبعده عن أقسام الكذب كلها.
توجيه وتعليل:
كان الصدق يوصل إلى البر والكذب يوصل إلى الفجور لوجوه: الأول: ما بيناه في الفصل السابق من الارتباط بين أقسام كل منهما [1] في الأصل (وجه).