في الحياة ويرشدنا بذلك لوجوب القيام عليها وتهيئتها لذلك بالتربية والتعليم فتكون تربيتنا وتعليمنا لها بما يقوي فيها هذه الصفات: العفة وحسن تدبير المنزل والنفقة فيه، والشفقة على الولد وحسن تربيته، وكل زيادة على هذه- بعد تهذيب أخلاقها وتصحيح دينها وتحبيبها في قومها- فهي ضارة بها أو مخرجة لها عن مهمتها العظيمة ملحقة الضرر بقومها فلنجعل هذا الحديث الشريف دليلنا ومرشدنا في كل ما نسعى إليه من تعليم النساء والبنات.
الأحكام:
امتنعت أم هانيء من التزوج للقيام بأولادها فأقرها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأثنى على المتصفات به فدل ذلك على استحسانه لمن ملكت عفتها وقدرت عليه. وثناء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- على نساء قريش بوصفهن دليل على ما ينبغي من اختيار المرأة المتصفة بمثل هذا الوصف. ودليل ما ينبغي أن يتخير من معادن النساء في بيوتهن وأقوامهن فإن الأخلاق تتوارث والبنات متأثرات بالأمهات في الغالب.
تصديق:
إن نساء أنجبن من أنجبن من رجالات قريش في الجاهلية والإسلام وولدن محمدا- صلى الله عليه وآله وسلم- لهن خير نساء في كل ما توصف به النساء من خير فصدق رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وبرَّ وشهدت بصدقه الأيام [1].
** [1] ش: ج 9، م11، ص 496 - 498 رمضان 1354هـ - ديسمبر 1935م.