فالنيات والمقاصد كما تفرق بين المسلمين المتماثلين وتؤثر فيها بالقبول والرد، وهو مقتضى الجملة الأولى، كذلك تفرق بين العملين المقبولين وتؤثر فيهما باختلاف مقدار الثواب وحظ العامل منه وهو مقتضى الجملة الثانية، وهذا أثر كبير للنيات في الأعمال.
الأحكام:
أفاد الحديث إن العمل الديني لا يكون مقبولا حتى تقصد به طاعة الله وإن من قصد به غير ذلك فعمله مردود عليه وان أجر العامل يقل ويكثر على حسب نيته بعمله وأنه يمكنه أن يقصد مقاصد كثيرة من الخير بعمل واحد فيتضاعف ثوابه عليه بحسب نيته وإن لم يقع ذلك فعلا بعمله، كقصد إرشاد الضال في المسجد ولم يجده أو تعليم الجاهل ولم يلقه وقصد الجهاد من الهجرة ومات قبله وأمثال ذلد كثيرة.
تفريع:
كما أثرت النية في الأفعال التعبدية بالقبول والرد أو بتفاوت الأجر كذلك تؤثر في الأعمال المباحة فإن المباحات في نفسها لا يثاب ولا يعاقب عليها ولكنها بالنية والقصد منها يدخلها ذلك وتلحق بما أريد منها إلحاق الوسائل بمقاصدها. فالشيء- مثلا- مباح وقد ينوي به الذهاب إلى التعلم فيصير عمل طاعة فيثاب عليه ولو لم يجد المعلم فلم يتعلم، وقد ينوي به الذهاب إلى السرقة فيصير عمل معصية فيأثم به وإن حيل بينه وبين ما قصد فلم يسرق وكذا سائر المباحات.
إرشاد وترغيب:
كما حكينا أن نجتهد في تطهير أعمالنا من المخالفات وقصرها على الطاعات والمباحات، كذلك علينا أن نجتهد في طاعتنا أن تكون خالصة لوجه الله وأن نبعد عنا كل خاطر يلفتنا إلى غيره حتى يسلم لنا القصد