فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [1].
وكثيرا ما يكون التفات المرء إلى نفسه حاجبا له عن غيره فيذكر من شأنه ما أفرحه ويسكت عن غيره وفيهم من هو مثله ومن يفوقه، فقد يجر هذا إلى عجب بنفسه وغمط لحق من عداه. فلهذا كان من أدب مقام الفرج بنعمة الله وحمده عليها، ذكر نعمته العامة عليه وعلى غيره، والإاشارة إلى من فضلوا عليه. فيكبح من نفسه بتذكيرها بقصورها، ويرضى الله باعترافه لدى الفضل بفضله وحكمة الله وعدله، وبوقوفه كواحد ممن أنعم عليهم من عباده.
إرشاد وإشادة:
إذكار الأنبياء- صلى الله عليهم- من حمد وتسبيح وتهليل وغيرها أفضل الأذكار وأجمها وأسلمها، وقد اشتمل الكتاب العزيز على كثير منها، فعلى المسلم الحرص على الخير بها علما وعملا، فقد رأيت ما يحف بإظهار الفرح بنعمة الله من مخاطر إذا لم يتنبه لها، وقد جاء هذا الحمد النبوي محصلا للقصد سالما من كل خطره بعباراته الموزونة الشاملة، التي لا يصدر مثلها إلا منهم لكمال علمهم وأدبهم. عليهم الصلاة والسلام [2]. [1] 58/ 10 يونس. [2] ش. ج2، م15، ص 57 - 66 غرة صفر 1358 - مارس 1939