تطبيق:
من أحسن المصالح التي يقوم عليها اجتماع الناس في التمدن الحاضر وألزمها، مصلحة التنظيف في الإدارات البلدية، وأنت ترى أن الأحاديث النبوية المتقدمة قد انتظمت ذلك التنظيف بالترهيب من التقذير وكل مؤذ، والترغيب في إزالتها، فوضع الإسلام بذلك أصل هذه المصلحة قبل أن يعرفها تمدن اليوم، فعلى المسلم أن يلتزم ذلك كأمر ديني يثاب عليه عند ربه ليكون دافعه إلى القيام به من نفسه ورقيبه في تنفيذه ضميره الديني وإيمانه، وقد شهد التاريخ لمدن الإسلام أيام مدنيته الزاهرة بانفرادها بين مدن عصرها النظافة وحسن المظهر، وما ذلك إلا من تطبيق مثل ما تقدم مما وضعه الإسلام من أصول المصالح التي تقوم عليها الحياة ويترقى بها المجتمع. فعلينا- معشر المسلمين- أن نعني بما دعتنا إليه هذه الأحاديث النبوية الشريفة لنكون بين الناس مثلا حسنا راقيا في النظافة البلدية لنفع أنفسنا ومجتمعنا ونرفع اسم ديننا ونفوز بالأجر والرضى من ربنا.
وفقنا الله لإحياء معالم الدين، ورفع اسم الإسلام والمسلمين [1]. [1] ش: ج4، م 11،
ربيع الثانن 1354هـ - جويلية 1935م.