بالهرب اليه فمن هرب لغيره كان من الهالكين. كما بين لنا ان كل ما يجري في هذا العالم فهو بقدره فلا مهرب ولا نجاة مما خلق وقدر إلا إليه.
بيان نبوي عملي:
روى أحمد وابن جرير عن حذيفة بن اليمان: ان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا حزبه أمر صلى. وفزع للصلاة. يعني إذا نزل به مهم أو أصابه غم فزع للصلاة، فبين لنا بالفعل أنَّ الفرار إلى الله بالتلبس بطاعته وصدق التوجه اليه، والدعاء والتضرع والخشوع له، والاستسلام لدينه وشرعه والاخلاص في عبادته والاعتماد عليه، وذلك كله موجود على أكمله في الصلاة التي هي عمود الدين ومظهر كماله. جعلنا الله والمسلمين من الفارين اليه والمقبولين لديه. آمين [1]. [1] ش: ج1، م 15، ص2 - 10 غرة محرم 1358هـ - 1939م.