والعذاب ملازمة من الطرفين فهم بتكذيبهم قد ألزموا أنفسهم العذاب فلازمهم العذاب.
التراكيب:
جواب لولا محذوف لدلالة ما تقدم وتقدير الكلام: لولا دعاؤكم ما عبأ بكم، وجملة فقد كذبتم واقعة موقع التعليل الكلام مقدر تقديره- والله أعلم- لا يعبأ بكم فقد كذبتم، أي لأنكم قد كذبتم فالفاء تعليلية وأما جملة فسوف يكون فمتسببة عما قبلها فالفاء فيها سببية. وضمير يكون عائد على العذاب المفهوم من المقام.
المعنى:
قل للذين أرْسِلْتَ إليهم ما يبالي بكم ربِّي ولا يعبأ بكم ولا يكون لكم عنده وزن لولا إيمانكم وعبادتكم، فإذا كذبتم وكفرتم فهو لا يعبأ بكم وسوف يكون العذاب ملازما بسبب تكديبكم.
تحرير في المخاطب:
المخاطبون هم الذين كذبوا، ثم ان ما لحقم بسبب التكذيب من العذاب الملازم، فهو خاص بهم وبالمكذبين أمثالهم، وما كان موجها لم من جهة أنهم عباد- وهو أن الله لا يعبأ بهم لولا دعاؤهم- فهو عام لجميع العباد لمماثلتهم لهم في العبودية لله واستغناء الله عنهم وفرض العبادة عليهم وعدم التقدير لهم إلا بها.
تفسير أثري:
أخرج البخاري في كتاب التفسير، عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام. ورواه في مواضع أخرى من صحيحه. وعنى بالدخان