بيان وترغيب:
هذه الآية من آيات الحث على قيام الليل مثل قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [1] وقد بينت السنة المطهرة مقداره فثبت في الموطأ من طريق أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا والسلام بعد كل ركعتين لحديث: ((صلى الليل مثنى)). وثبت عند مسلم من طريق سعد بن هشام عنها أنه كان يفتتح صلاته بالليل بركعتين خفيفتين، فتلك ثلاث عشرة، وقد ثبت ذلك في الموطأ من طريق عروة عنها، قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي الليل ثلاث عشرة ركعة، وهذا هو الغالب من أحواله، وقد كان يصلي أقل منه في بعض الأحوال، فقد ثبت عند البخاري من طريق مسروق عنها أن صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بالليل سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر، ومثل ما جاء عن عائشة من إنتهاء ركعاته إلى ثلاث عشرة. جاء في الموطأ من حديث ابن عباس، وجاء فيه أيضاً من حديث زيد بن خالد الجهني، وفي هذه السنة العملية الثابتة بيان للقدر الأكمل الذي يكون به العبد ممن يصدق عليهم هذا الوصف من صفات عباد الرحمن.