ويغفر الله لكم وسامحكم الله ونحو ذلك. أو نصب على أنه مفعول به، أي قالوا هذا اللفظ سلاما نفسه.
المعنى:
يقول تعالى وعباد الرحمن ومماليكه القائمون بحق العبودة [1] له هم أهل الرفق والسهولة الذين يمشون على الأرض هينين في مشيهم وفي معالجتهم لشؤون الحياة ومعاملتهم للناس لحلمهم وتواضعهم غير مستكبرين ولا متجبرين ولا ساعين في الأرض بالفساد. وإذا خاطبهم السفهاء بما لا ينبغي من الخطاب قابلوهم بالحلم وقالوا لهم سلاما لأنهم سلموا من الجهل، فسلم المخاطب لهم من أن يجهلوا عليه ولو جهل [2] أو قالوا لهم من الكلام ما فيه سلامة من الأذى والمكروه.
الأحكام:
في الآية استحباب الرفق في المشي وكراهية العنف والإضطراب، ومن العنف الضرب بالرجل والخفق بالنعل، فإذا كانا بعجب وخيلاء فهو حرام. وفيها الإغضاء عن الجاهل ومقابلة كلمته السيئة بالكلام الحسن. وكراهة مجاراته في خطابه ومماثلته، وإذا كان في ذلك فتنة أو مفسدة محققة كان حراما.
تمييز:
ليس من الهون في المشي التثاقل والتماوت فيه، وروي أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال لجماعة رآهم كذلك: ((لا تميتوا علينا ديننا أماتكم الله) وأن عائشة- رضي الله عنها- رأت [1] كذا في الأصل ولعله العبودية. [2] كذا في الأصل.