أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [1].
الصالح هو المستقيم النافع، وهو فعل المأمورات وترك المنهيات وتناول المباحات من حيث أنها مباحات أو وسائل لفعل المأمورات وترك المنهيات.
التراكيب:
للإهتمام بالمأمور به قدمت قبل الأمر جملة النداء. ولأن هذا المأمور به مما يجب عليهم تبليغه نودوا بلفظ الرسل. ولأن كل واحد منهم أوحى الله إليه بهذا النداء والأمر في زمانه كان النداء والأمر للجميع، وقد دخل في الجمع عيسى- عليه الصلاة والسلام- الذي كان الحديث عليه في الآية التي قبل هذه وهي: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [2]. كما دخل في الجمع محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- الذي نزلت عليه هذه الآية. ولأن المقصود من الأكل- وهو الغذاء واللذة- يحصل ببعض قبل (من الطيب) بمن التبعيضية. ولما كان المخاطب بكل الحلال والعمل الصالح شأنه أن تتشرف نفسه لتعيين ثمرة ذلك جاء الخبر مؤكداً بأن في {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وعلم الله مستلزم لجزائه للعاملين فكان كناية عن الجزاء وفي الكناية عن الجزاء بالعلم تفخيم لهذا الجزاء وتعظيم فهو جزاء الله العليم وكفى به. [1] 267/ 2 البقرة. [2] 23/ 50 المؤمنون.