{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [1].
ــــــــــــــــــــــــــــ المناسبة:
لما جاء في الآية السابقة الإخبار بمجيء الحق، وفي مجيئه صحة الأرواح والأبدان والأحوال، وبزهوق الباطل وفي ذهابه ذهاب العلل والأمراض كذلك- جاء في هذه الآية بذكر القرآن والإخبار كما جاء فيه من الشفاء والرحمة تنبيهاً على أنه هو الشافي من أمراض الباطل وعلله، وأنه هو مصدر الحق وحجة ناصره، ومحصل الرحمة لأتباعه والمتمسكين به.
المفردات:
من: لابتداء الغاية أو للتبعيض، لأنه نزل مبعضاً، فكل بعض نزل منه فهو شفاء ورحمة. الشفاء: البرء من المرض، مرض الأبدان أو مرض النفوس. الرحمة: النعمة. الظلم: وضع الشيء في غير محله، كوضع الكفر موضع الإيمان. الخسار: النقص والضياع يكون في الأموال، يقال خسر ماله إذا ضيعه، ويكون في النفوس فيقال خسر نفسه إذا ضيعها ولم يستعملها فيما خلقت له من الطاعة والكمال، ويكون في الدين فيقال خسر دينه إذا ضيعه ولم يعمل به. فخاسر القرآن هو من ضيعه ولم يؤمن به. [1] 82/ 17 الإسراء.