علم وعمل. فعلى المسلم أن يعلم هذا من نفسه ويعمل عليه ليضرع إلى الله دائماً في دعواته أن يمده بنوره وليدع بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يدعو به في ذلك وهو: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وأجعل لي نوراً) [1].
الهداية ونوعها:
قد دل الله الخلق برسوله وبكتابه على ما فيه كمالهم وسعادتهم ومرضاة خالقهم، وهذه هي هداية الدلالة وهي من فضل الله العام للناس أجمعين وبها وبما يجده كل عاقل في نفسه من التمكن والاختيار - قامت حجة الله على العباد. ثم يسر من شاء- وهو الحكيم العدل- إلى العمل بما دل عليه من أسباب السعادة والكمال. وهذه هي دلالة التوفيق وهي من فضل الله الخاص بمن قبلوا دلالته وأقبلوا على ما أتاهم من عنده فآمنوا برسوله والنور الذي أنزل معه كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ [2]} وأما الذين أعرضوا عن ذكره وزاغوا عما دلهم عليه فأولئك يخذلهم ويحرمهم من ذلك التيسير كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [1]}.
فالمقبلون على الله القابلون لما أتاهم من عنده هُدوا دلالة وتوفيقاً والذين أعرضوا قامت عليهم الحجة بالدلالة وحرموا من التوفيق في جزاء إعراضهم. [1] البخاري ومسلم وغيرهما. [2] 17/ 47 محمد.
(3) 61/ 5 الصف.