تمثيل:
في أول الإصحاح العشرين من سفر اللاويين التصريح برجم الزناة فأبطل أحبارهم هذا الحكم وعوضوه بغيره من التخفيف وكتموا النص فبينه لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - والقصة مشهورة في كتب السنن.
جاءت صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - التي لا تنطبق على غيره فكتموها مثل قول عيسى عليه السلام. وفي الفقرة الثانية عشرة وما بعدها في الإصحاح السادس عشر من إنجيل يوحنا: (إن لي أموراً كثيرةً أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم). صرح عيسى- عليه السلام- بأن الله هو الإله وحده، وأن عيسى رسوله، فكتموها وقالوا فيه ما قالوا. جاء في الفقرة الثانية من الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى- عليه السلام-: (وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته). وأمثال هذا فيما عندهم كثير.
أدب واقتداء:
على الداعي إلى الله والمناظر في العلم أن يقصد إحقاق الحق وإبطال الباطل وإقناع الخصم بالحق وجلبه إليه، فيقتصر من كل حديثه على ما يحصل له ذلك، ويتجنب ذكر العيوب والمثالب- ولو كانت هنالك عيوب ومثالب- إقتداء بهذا الأدب القرآني النبوي في التجاوز مما في القوم عن كثير. وفي ذكر العيوب والمثالب خروج عن القصد وبعد عن الأدب وتعد على الخصم وإبعاد له وتنفير عن الإستمتاع والقبول وهما المقصود من الدعوة والمناظرة.