responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 360
------------------------------

5 - خطبة الأستاذ الإبراهيمي التي ختم بها حفلة التكريم
للأستاذ ابن باديس في كليّة الشعب*
------------------------------
"ارتجل الأستاذ خطبته هذه فلم تصطد أقلام الكاتبين من ألفاظها إلا قليلًا مشوّشًا لم يحفظ ترابط المعاني بين أجزائها، فألحّ جماعة من السامعين المعجبين على الأستاذ أن يكتب ما علق بذاكرته من ألفاظها ويضيف إليها بقلمه ما يربط بين معانيها حرصًا على تخليدها في خطب الاحتفال، فحقّق رغبتهم بكتابة ما يراه القارئ منشورًا بعد هذا":

أيها الملأ الكرام:
ما أشرقت شمس في الجزائر الحديثة على مثل يومكم بالأمس، ولقد مضى بجلاله وروعته ولم ينطق في وصفه لسان بكلمة ولا اختلجت في نعته شفتان بحرف، لا زهدًا فيه ولا عدم عرفان لحقّه ولا غبنًا لحقيقته، كيوم شوقي الذي قال فيه:
غبنت حقيقته وفات جمالها … باع الخيال العبقري الملهم
وإنما هو كلام الله وبيت الله عقدا الألسنة بجلالهما وحبسا النفوس على جمالهما، فجاء اليوم وجاءت كليّة الشعب يقضيان من ذلك حقًا غير مغفل.
إن يوم أمس من أيام الأُمَم، ولأيام الأمم غرر لوامع في تاريخها، ويد صناع في بناء مجدها، وصلة لا تنضب بتكوين أسباب بقائها وعظمتها، كما أنها شهود ناطقة بما في الأمة من معاني العزّ والعظمة.
لسنا نعني بأيام الأمم، هذه الأيام المتعاقبة التي يجمعها نسق الأسبوع وتُعرف بالاعلام وتمتاز بمراتبها العددية في الشهر، فقد تمرّ الآلاف منها على الأمم من غير أن تجمعهم جمعها على مأثرة تكسبهم عزًّا ومن غير أن توحّدهم آحادها على عمل يرفع لهم ذكرًا. ثم لا تكون زيادتها إلا نقصًا في أعمار الأفراد وإبلاء للجديد من حياة المجموع.
وإنما نعني هذه الأيام التي هي لمع في الدهور، وشيات في غرر العصور، هذه الأيام التي تعرف بما يقع فيها من الأعمال، لا بما يوضع لها من الاعلام، وتذكر بآثارها في الأمم، لا بمواقعها من الأسبوع أو الشهر، هذه الأيام التي تطول وتتسع حتى تستغرق القرون وتستوعب الأجيال على حين يبقى غيرها محدودًا بمطلع الشمس ومغربها.

* "الشهاب"، الجزء الرابع، المجلد الرابع عشر، جوان- جويلية 1938، [ص:277]
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست