responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 348
سورة الفلق:
قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} الأمر المفرد للنبي- عليه السلام-، ومن حسن الأدب في مقدرات القرآن أن تقدر في مثل هذا الأمر أيها الرسول أو أيها النبي، لأنهما الوصفان اللذان نطق بهما القرآن في نداء النبي- عليه السلام-، وأن لا تقدر يا محمد كما هو جار على الألسنة وفي التصانيف، فإن القرآن لم يخاطبه باسمه.
والأمر لنبيّنا أمر لنا لأننا المقصودون بالتكليف، ولا دليل على الخصوصية، فهو في قوّة قل أنت وقل لأمتك يقولون.
وأعوذ: أستجير وألتجى، ويتعدى هو وجميع تصاريفه بالباء كأستجير، والعوذ والعياذ مصدران منه كالصوم والصيام، وفي القرآن مما جاء على المعنى اللغوي {يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} ومن كلام العرب: قد استعذت بمعاذ.
والرب: الخالق المكوّن المربي، ومواقع استعمال هذه الكلمة في القرآن هي التي تكشف كل الكشف عن معناها الكامل.
والفلق: الفجر المفلوق المفري، ومن لطائف هذه اللغة الشريفة أن: الفتح والفلح والفجر والفلق والفرق والفتق والفري والفأ والفقأ والفقه، كلها ذات دلالات واحدة، وتخصيصها بمتعلقاتها باب من فقه اللغة عظيم.
ومما وصف به ربنا نفسه في القرآن: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ}، و {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}، فهما من أسمائه تعالى.
ومواقع هذه الألفاظ التي تضاف إلى كلمة رب في القرآن، كمواقع أسماء المخلوقات التي أقسم بها الله، كلاهما عجيب معجز، فكل لفظة تستعمل في المقام الذي يناسبها وتناسبه، وكل لفظة تبعث في الأسلوب الذي وقعت فيه متانة وقوّة وفي معناه وضوحا وجلاء، وسر إضافة الفلق إلى "ربّ" هنا، أن الفجر بمعناه العرفي هو تشقق الظلمة عن النور، فإن الليل يكون مجتمع الظلمات مسدول الأرواق، فإذا جاء الصبح حصل الانفراق. والذي يبقى بعد ذلك الانفلاق هو النور الذي نفى الظلمة، ولا ينفي ظلمات الشر والضلال والباطل إلّا أنوار الخير والهدى والحق من خالقها وفالق أنوارها، وكما أضيف الفلق بمعنى الفجر إلى كلمة رب هنا، أقسم به في آية أخرى وهي قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ}.
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: من كل مخلوق فيه شر، فلا يدخل في عمومه إلّا كل شرير من أي العوالم كان، كما يدخل في عموم الناطق كل ذي نطق، أو من شر كل مخلوق، ومن مخلوقات الله ما هو خير محض كالأنبياء والملائكة، ومعلوم أن المخلوقات كلها خلقت

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست