responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 329
احتفال لكان زردة متمدنة مظلومة في اسمها، فوجودهم هو الفارق الجوهري بين مسمّى (احتفال) ومسمّى (زردة).
...

تتفاوت الاحتفالات بتفاوتها في سمو المعاني التي تقام لأجلها، فبقدر سمو السبب وعموميته تكون قيمة الاحتفال، ثم تنزل تلك القيمة وترخص كلما تفه السبب أو خصّ حتى تصل إلى درجة الساقط الذي لا وزن له. ولا يدخل في هذا الباب إلا بضرب من التوسع والتساهل. فأسمى هذه الأسباب ما يذكر الجمهور بأمجاده التاريخية ومفاخره القومية وفيه نخوة أماتها الضيم، وفحولة قضى عليها التأنث، وذكرى أخنت عليها الغفلة والنسيان، وأصالة خَبَّثَتْها الأعراق الدسيسة، وعزيمة أطفأتها طباع الضعف والفسولة، وأريحية غطى عليها اللؤم المخزي والشح المطاع، وشواعر خدرتها تهدئة الدخيل وزمزمة الحاوي وهينمة الواغل ...
ثم ما يجلو عليه حقيقة دينية أو علمية غشيتها الأوهام والخرافات. ثم ما يحقق له مصلحة في الحياة كانت مجهولة أو حقًا فيها كان ضائعًا. ثم ما يكشف له عن وجوه الإصلاح الاجتماعي ليعملوا له، وعن وجوه الفساد فيه ليتقوه.
ثم ... لا ثم ...
هذا من جهة الأسباب والبواعث. فأما من جهة الأشكال والصور فأعلى ما فيها أن ينساق إليها الجمهور بسائق وجداني، وأخسّ ما فيها أن يساق إليها سوقًا، أو أن يخدع فيها عن وجدانه بالمرغبات الخادعة.
...

لكل أمّة أسباب طارئة وبواعث تاريخية تدعوها إلى إقامة الاحتفالات. وقد تنبهت الأمم الحية إلى ما فيها من الفوائد فجعلت الاحتفال بها جزءًا من حياتها ومادة من قوانينها الاجتماعية. وإن الأمّة الإسلامية لأغنى الأمم من هذه البواعث التاريخية وكلها من ذلك الطراز العالي الذي أشرنا إليه. ومعظمها بواعث دورية يفضي الباعث منها إلى باعث فلا تفتأ الأمّة مستعرضة ماضيها كله ولا تزال في غمرة من المنبهات المنعشة.
عندنا معشر المسلمين ليلة الميلاد النبوي وعندنا يوم الهجرة ورأس السنة الهجرية ويوم بدر ويوم أحد ويوم فتح مكة وغير ذلك من الأحداث التي وقعت في عهد النبوّة، ولكل واحد من هذه الأحداث مغزى سام وأثر بالغ في تاريخنا، وهلم إلى ما بعد من الوقائع

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست