responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 250
يوم المؤتمر:
كان يوم الأحد 17 ربيع الأنور عام 1355، الموافق للسابع من شهر جوان سنة 1936، هو يوم الجزائر المشهود الذي يحق لها أن تبدأ به تاريخها الجديد، ففيه تجلّى تضامن الجزائر الإسلامية وإخاؤها واتحادها، كما تجلّى فيه شعورها الصادق وإحساسها باشتراك المصلحة، وفيه زالت الفوارق الممقوتة والاعتبارات الزائفة، فإذا رأيت ثَمَّ رأيت إخاءً شاملًا وائتلافًا حقيقيًا، وإذا قرأت الوجوه والأسارير قرأت ما لا تفي به العبارة ولا يحيط به الوصف. وإذا تفرّست أوحت إليك الفراسة بما يملأ نفسك غبطة ويفعم جوانحك سرورًا. وإذا سمعت الألسنة تخطب والأيدي تصفّق والحناجر تهتف جزمت بأن هذا الجمهور تحرّكه إرادة واحدة، وتصرفه إرادة واحدة ويهزّه شعور واحد فاض على الألسنة فكان كلامًا وتردَّد في الحناجر فكان هتافًا، واحتبس في الأفئدة فخفّت الأيدي للتعبير عنه فكان تصفيقًا.
خطب الدكتور تامزالي باللغة الفرنسية مرحّبًا بالمؤتمرين باسم مدينة الجزائر، ثم خطب بعده الدكتور بن جلول خطبة الافتتاح وشرح أغراض المؤتمر فأجاد، وبلغ من نفوس السامعين المراد. وتكلّم بعده الدكتور بن التهامي فالدكتور عبد الوهاب، فالصيدلي عبّاس فرحات، فكان كلامهم على وتيرة واحدة، ومعناه إعلان البشرى للأمة المستشرفة باجتماع النوّاب وأهل الرأي على كلمة واحدة في جميع نقط المطالب، ثم تعاقب الخطباء فكنت تسمع كلامًا مختلفًا وتفهم معنى واحدًا ترجمته بلغة النفس "نحن إخوة اجتمعنا أمس على الألم وحده ونحن اليوم مجتمعون على الألم والأمل وإن هذا الأمل لا يتحقق إلا باتحادنا فلنتحد".
ومن أبهج ما ترى، وألطف ما تسمع، خطيب فرنسي هو المسيو سكوت مندوب الشعبة الاشتراكية. فقد خطب فضرب على النغمة التي كنت تسمعها من الخطباء المسلمين، ثم انتهت النوبة إلى العلماء، فقام الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس باللغة العربية الفصحى فخاطب الأرواح بلغتها وأتى بيوت الأفئدة من أبوابها وهزّ السامعين هزّات، ثم شرح المطالب الدينية والمطالب المتعلقة باللسان العربي، وبيّن أنها جزء جوهري في المطالب الجزائرية العامة، وتكلّم بعده كاتب هذه الأسطر فنوّه بهذا اليوم وقال أنه دليل حياة هذه الأمة كما أنه أساس مستقبلها، وكانت كلمة الختام للأستاذ الشيخ الطيب العقبي فأصاب مواقع التأثير من نفوس السامعين، وكانت في خطبته مواقف مثيرة لم يَعْدُ فيها كلمة الحق- وكلمة الحق مرة المذاق- فقد استدرك على الخطباء الذين ندّدوا قبله بالقرارات الاستثنائية الجائرة قرارًا لم يذكروه ولم يحوموا حوله، مع أنه أشنع القرارات وأحقّها بالتشنيع والتنديد لأنه ضرب الأمة في الصميم، وهو قرار ميشال أو منشور غلق المساجد في وجوه علماء الأمة ومنشوره بحل الجمعية الدينية بالجزائر، فشهر به وبيّن قبحه وفظاعته وضرره.

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست