responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 245
أفتمارونني على ما أرى؟ أما والله ما كذب العيان ولا أخطأ الحدس انها- وأبيكم- لَلأُمّة الجزائرية المسلمة العربية الفتية الناهضة، نفضت الغبار في غير تثاقل ولا تناعس، وستغبر في وجوه السابقين.
إنها الأمّة الجزائرية وقد أسلمت مقادتها لمن يحسن القيادة في دينها ودنياها، بعد أن استفاقت على وقع الأحداث وإلحاح العوادي وحلول الغير ونعيق النعاة وتلاعب الأيدي السفيهة تعلن حياتها، وتثبت وجودها وتستأنف تاريخها وتبني مستقبلها بيدها، وتعيد المعجزات العيسوية كرة أخرى، نطق في المهد، أو قيام من اللحد.

أمس واليوم
كانت حالة الجزائر قبل اليوم حالة مريبة لا تدعو إلى الاطمئنان. تفرق شنيع في الأمّة لم يسلم معه دين ولا دنيا. والتباس حالك في المقاصد لا يظهر معه خطأ من صواب، ولا غي من رشد، ولا مفسدة من مصلحة، وسفه فظيع في الانتخابات لم يثمر إلا شَنآنًا وتمزيقًا. ولم يلد إلا نوابًا لا يغنون عند حلول الخطب بالأمّة غناء، وكانت السياسة الجزائرية تسير إلى غايات الاستعمار المتطرفة على أوضاع شاذة، هي شر ما خلفت عصور العسف والظلم. وكانت الأمّة محرومة حتى من رفع الصوت بالشكوى والتظلم، فلم يكن من المرجو لهذه الأمّة أن يدال ليسرها من العسر ولسعادتها من الشقاء، حتى قيّض الله لها من رفع صوته بالإصلاح وهيّأها للاجتماع على الصالحات فتدرجت في هذا السبيل واستبانت طريق الهدى فسارت عليه، وأول ما أونس منها من بواكير الرشد حسن اختيارها لنوابها ومحاسبتها لهم على أعمالهم واجتماعها على المطالبة بحقوقها بواسطتهم.
رفعت الأمّة الجزائرية صوتها مطالبة بحقوقها عدة مرات بواسطة نوابها الأحرار فرادى ومجتمعين. وخاطبوا حكومة الجزائر مرارًا فلم يلقوا منها إلّا كل معاكسة لما كان يسودها من تأثير حزب الاستعمار، وسافر وفد النواب المعلوم إلى فرنسا في صيف سنة 33 فلقي تلك الخيبة المريرة التي أذكت حماسة الشعب الجزائري فضاعفت نشاطه، وكانت عليه خيرًا عميمًا، وأنتجت للسياسة الاستعمارية عكس ما تريد.
وكانت حكومة فرنسا كلما تعالى صوت المطالبة تعمد إلى المسكنات والمخدرات، فأرسلت مرة لجنة من مجلس الشيوخ يرأسها م. فيوليت الوالي العام الأسبق للجزائر لتدرس الحالة وتشير بالعلاج. وأرسلت أخيرًا وزير الداخلية لذلك العهد م. ريني. ولم تكن لتلك المسكنات من نتيجة ولا تأثير، والحالة بالجزائر لا تزداد إلا ارتباكًا. وحالة المسلم الجزائري تنتقل من سيّئ إلى أسوأ. والحكومة الجزائرية متصاممة عن سماع صوت المطالبة، ممعنة في

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست