responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 198
جمعية العلماء المسلمين الجزائرين كما هي:
نسمع نغمات مختلفة ونقرؤها في بعض الأوقات كلمات مجسمة- صادرة من بعض الجهات الإدارية أو الجهات الطرقية- تحمل عليها الوسوسة وعدم التبصر في الحقائق من جهة، والتشفي والتشهير من جهة أخرى، هذه النغمات هي رمي جمعية العلماء تارة بأنها شيوعية، وتارة بأنها محركة بيد خفية أجنبية، وتارة بأنها تعمل للجامعة الإسلامية أو العربية [8] أو تعمل لنشر الوهابية، والطرقيون لا تهمهم إلّا هذه الكلمة الأخيرة، فهي التي تقض مضاجعهم وتحرمهم لذيذ المنام، وحالهم معها على الوجه الذي يقول فيه القائل:
فَإِذَا تَنَبَّهَ رُعْتَهُ وَإِذَا غَفَا … سَلَّتْ عَلَيْهِ سُيُوفَكَ الْأَحْلَامُ
وكيف لا يحقدون عن هادمة أنصابهم، وهازمة أحزابهم؟ فتراهم لاضطغانهم عليها يريدون أن يسبوها فيسبوننا بها من غير أن يتبينوا حقيقتها أو حقيقتنا. والقوم جهال ملتخّون من الجهل، وحسبهم هذا.
أما الجهات الإدارية فيهمها كل شئ ويعنيها كل شيء. وكل شيء في المنطق الإداري محتمل الوقوع، ولو كان من القضايا التي لا تلازم بين طرفيها، ولو لم تظهر الإدارة في كثير من المواقف بتأييد الطرقية والتحيز لها، لقلنا فيما ترمينا به هو حزم السياسة والسلام، وقد اطلعنا على كثير من تقاريرها السرية المتعلقة بنا، فرأينا العجب العجاب، ولسنا نلوم الإدارة على تحريها واحتياطها، وتشددها واشتراطها، بقدر ما نلومها على جهل وَزَعَتِهَا واشراطها. فعجيب- والله- ومؤلم- والله- أن تعتمد في التحري علينا وعلى دروسنا ومحاضراتنا رجالًا لا يفقهون فقه اللغة العامية ومغازيها، فضلًا عن العربية الفصحى، ونحن قوم لساننا عربي فصيح نصرفه قي وجوه القول المختلفة، ونديره على حقائق اللغة ومجازاتها ومترادفاتها ومشتركاتها، ونسيمه في حكمها وأمثالها، وسائر تصاريفها وأحوالها، أفيجوز في حكم الانصاف أن تؤخذ التقارير عنا من قوم هذا شأنهم؟ نقول "الجهد" فيفهمون "الجهاد" ونقول "الأساس" فيفهمون "السياسة"!
فإن قالت الادارة إنهم محلفون (كما قال لي كبير إداري فاوضته في هذا الأمر) فهي أول من يعلم أن التحليف- قد- يمنع من الكذب، ولكنه لا يمنع أبدًا من الجهل باللغة. سمعنا تلك الكلمات وقرأناها وعلمنا أنها نتائج تقارير سرية تبذل فيها جهود وأموال، وعلمنا المغازي التي ترمي إليها، والدوافع التي حملت عليها، وفهمنا أنها استنباطات واختلافات لا قيمة لها لأنه لا وجود لها، وإنما يراد بها التهويل والتضليل ومآرب أخرى، كما يهول على الأطفال بالغول وما لا حقيقة له. ونحن قد شببنا عن طوق الطفولة فلم نعر

8) المقصود الفكرة العربية لأن الجامعة كمؤسسة لمَّا تتكون بعد.
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست