responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 184
وعليه فالشدة أحزم.
وقد رجح الرأي الثاني لمقتضيات لله من ورائها حكمة، فأنشئت جريدة "المنتقد" بقسنطينة لهذا الغرض، وكان اسمها نذيرًا بالشر لأهل الضلال فإنه مُتَحَدِّ لما نهوا عنه، وهاتك لحرمة ما شرعوه في كلمتهم التي حذروا بها العامة وهي قولهم: "اعتقد ولا تنتقد". وانبرت للكتابة في "المنتقد" أقلام كانت ترسل شواظًا من نار على الباطل والمبطلين، ثم عطل المنتقد فخلفه الشهاب (الجريدة) ثم أسست جريدة الإصلاح ببسكرة فكان اسمها أخف وقعًا وإن كانت مقالاتها أسد مرمى وأشد لذعًا، وأسماء الجرائد كأسماء الأناسي يظن الناس أنها وليدة الاختيار المقتضب والشعور الطافر، وغلطوا ... إنما هي وليدة شعور متمكن وتأثر نفساني عميق تزجيه مؤثرات قارة، وليس هذا محل التفصيل لهذا المبحث الطويل.
ثم تطور الشهاب الأسبوعي فأصبح مجلة شهرية استلمت قيادة الحركة من أول يوم وورثت الأقلام التي كانت تكتب في الجرائد قبلها، ولم تهن لمجلة الشهاب في حرب الباطل وأهله عزيمة ولم تفل لها شباة. وكم لها من مواقف شريفة في خدمة الحركة الإصلاحية، وكم لها على النهضة العلمية والأدبية من أياد! وها هي ذي لم تزل ثابتة القدم واضحة النهج مرفوعة الرأس، ولو اتسع وقت الأستاذ مؤسسها لكتابة مباحث التفسير بصورة منظمة ومع توسع في طريقته البديعة، لكانت خير خلف للمنار. ولو أعطاها حملة الأقلام العالية ما يجب لها من حق لاتسع نطاقها، وكثرت أوراقها، ولو قام أغنياؤنا بما لها عليهم من واجب لشبت عن الطوق الذي هي فيه.
ولكن داءنا هو التقصير في الواجب.
قآه من التقصير في الواجب.
وإلى جنب هذه الحركة القلمية كانت حركة أخرى تسايرها وتؤازرها وتغذيها وهي حركة التعليم التي انتشرت بالمراكز المهمة من عمالة قسنطينة. فدروس العلم كانت تجتذب أفواجًا من الشباب، ودروس الوعظ والإرشاد كانت تجتذب الجماهير إلى حظيرة الإصلاح وتحدث كل يوم ثغرة في صفوف الضلال، وقد تلاقت الحركتان على أمر قد قدر، فكان هذا الأمر هو تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

جمعية العلماء فكرة
زارني الأخ الأستاذ عبد الحميد بن باديس- وأنا بمدينة سطيف أقوم بعمل علمي- زيارة مستعجلة في سنة أربع وعشرين ميلادية فيما أذكر. وأخبرني بموجب الزيارة في أول جلسة، وهو أنه عقد العزم على تأسيس جمعية باسم (الإِخاء العلمي) يكون مركزها العام

نام کتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي نویسنده : البشير الإبراهيمي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست