responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية نویسنده : سحنون، أحمد    جلد : 1  صفحه : 262
أليس من الخسران أن لياليا … تمر بلا نفع وتحسب من عمري
ومن وصايا لقمان لابنه: (يا بني لا يكونن الديك أكيس منك ينادي بالأسحار وأنت نائم)، وذكر عبد الله بن عمر بخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل هو لو يصلي في الليل، وقال - عليه الصلاة والسلام- لبعض الصحابة: "لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع صاحبها فقيرا يوم القيامة"، وعن أسماء بنت يزيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت تسمعه الخلائق كلهم: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ليقم الذين كانت تتجافي جنوبهم عن المضاجع، فيقومون وهم قليل ثم ينادي الثانية: سيعلمون اليوم من أولى بالكرم، ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فيقومون ثم ينادي الثالثة: سيعلمون اليوم من أولى بالكرم، ليقم الحامدون لله في السراء والضراء، فيقومون- وهم قليل- فيسرحون جميعا إلى الجنة ثم يحاسب سائر الناس، وقال سفيان الثوري: إذا كان أول الليل نادى مناد من تحت العرش: ألا ليقم العابدون، فيقومون فيصلون ما شاء الله، ثم ينادي مناد في شطر الليل: ألا ليقم القانتون، فيقومون، فيصلون إلى السحر، فإذا كان السحر نادى مناد: ألا ليقم المستغفرون فيقومون فيستغفرون فإذا طلع الفجر، نادى مناد: ألا ليقم الغافلون فيقومون من مفرشهم كالموتى نشروا من قبورهم.
يالله، هؤلاء الذين يقومون مع الفجر يسمون غافلين، فماذا يكون الذين يقومون مع طلوع الشمس؟ يجب أن نعترف بالواقع فقيام الليل يكاد يكون اليوم مستحيلا إذا استثنينا أفرادا قلائل يعدون على الأصابع، نشأوا بعيدا عن تأثير هذه الحضارة المادية الآثمة ذلك لأن من يملأ بطنه بمختلف ألوان الطعام والشراب يتعذر عليه أن يجد من نفسه خفة أو نشاطا لقيام الليل، ولو كان السلف الصالح من عبدة البطن مثلنا لما عبدوا الله ولما استطاعوا أن يقوموا من الليل كثيرا ولا قليلا، ولذا يروى أن عيسى عليه السلام قال يخاطب قومه: (يا بني إسرائيل: لا تأكلوا كثيرا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فيفوتكم خير كثير.

نام کتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية نویسنده : سحنون، أحمد    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست