responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة «الزهور» المصرية نویسنده : أنطون الجميل    جلد : 1  صفحه : 313
لغة تلك الكتب بنبراتها ومقاطعها فينيقية سورية. بل أبت طبيعة الأرض عليهم أن يكونوا إلا أخوة السوريين لصقاء دارهم، بل أبت التقاليد الواحدة إلا أن يكونوا متحدين فلم ينل الرومان من تعاليمهم منالاً لأن كل ما يخالف ناموس التكوين والوجود فانٍ، وما ينجم عنه - وكان ثمرته - خالد باقٍ.
* * *
انقضت العصور المظلمة، وباعدت الأيام والأقدار بين اللغتين، وفرقت بين الدولتين
والإلهتين، إلى أن جمع بينهما عيسى بتعاليمه. ثم تلاه محمد بفرقانه. فازداد تفاعل القطرين واحتكاكهما، وعاد أحدهما طريق الآخر في البشارة بالدين، والفتح بالقوة. فما انبعث نور من مصر إلا ليكون وهجه في سورية، وما تلألأ ضوء في سورية، إلا ليكون أول سطوعه في مصر. وما استفاض علم في إحداهما إلا لتكون أول بوارقه في الأخرى. وذلك كان شأنهما من يوم كونتا، وذلك سيكون ما دامت الأرض على تكوينها والأفلاك على دورانها.
وإذا كانت قناة السويس قد عدت في هذا العصر ثغرة فاصلة فتحتها يد المدنية، فإن تلك اليد الفاصلة نفسها قد وثقت روابط الصلة، وأحكمت عرى التواصل بأثير الهواء وثبج الماء، فلا تعد القناة الآن فاصلاً. ومن على حافتيها يتخاطب المتقابلان، ومن فوق مائها يتصافح الأخوان ومن ذا الذي يمنع الهواء أن يهب، والماء أن يصب.
علم عبد الملك بن مروان المصريين لغة العرب فصاروا عرباً، وعلم خلفاؤه السوريين هذه اللغة فصاروا بها أخوة المصريين، فاجتمع لهم

نام کتاب : مجلة «الزهور» المصرية نویسنده : أنطون الجميل    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست