responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة الأستاذ نویسنده : النديم، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 509
وبذا تمكنت من إدخال مصنوعها
في الشرق لنحول الثروة إليها فأماتت ما كان يصنعه الشرقيون وحجرت على ما لا بد منه من صناعة الشرق الهندية وغيرها فما يصنع في الهند والصين والعجم والأناطول وغيره إنما ينفق ويباع على يد الأوروبي كما يباع وينفق مصنوع بلاده فالشرقيون أُجراء يزرعون ويحصدون ويصنعون ليروّجوا تجارة أوروبا ويعظموا ثروتها ويؤيدوا قوتها الملكية بالإيرادات المالية فلا حظ لهم في الوجود ولا رغبة لهم في الملك كأنهم أمام أوروبا جنس خلق لخدمتها لتقاعدهم عن مجاراة أهلها ومما زادهم بعداً عن الصناعة وثمراتها وجود دخلاء أُجراء يزعمون أنهم نصحاء يثبطون الهمم ويرمونهم بالضعف ويوهمونهم عدم صلاح بلاده للصناعة ويغرونهم بتعذر ذلك لتعذر المعدات والآلات وهم يعلمون أن كثيراً من المماليك التي لا آلات فيها استعانت بآلات اشترتها من الغير وأحيت صناعتها الوطنية وحتمت على أهلها شراءها لرواج صانعيها ومنعت دخول مصنوع الغير حفظاً لثروة أهلها فهم بصرفهم الهمم بهذه الترهات يريدون بقاء الشرقي في قبضة الغربي احتياجاً إليه وترك الشوق ميداناً لمسابقة رجال أوروبا فلا يجدون مصنوعاً يعطل عليهم ولا معرضا عن صناعتهم فتبور. وضعفاء العقول يغترون بخداع هذا الدخيل ويظنون أنه من المخلصين فلا يتحركون لعمل من الأعمال لوقوعهم في اليأس والقنوط بالمفتريات ورجال أوروبا تتعجب من تقاعدهم وتقول لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا
قالت أوروبا أن وقوفكم عند عاداتكم الشرقية وتخلقكم بأخلاق آبائكم بقاء على الهمجية والتوحش فلا بد من مجاراتنا في حركاتنا المدنية لتساوونا

نام کتاب : مجلة الأستاذ نویسنده : النديم، عبد الله    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست