قال ابن بطال:
وهذا الحديث أصل لأهل السُّنَّة فى أن السعادة والشقاء خلق لله، بخلاف قول القدرية الذين يقولون: إن الشر ليس بخلق لله، وفيه رد على أهل الجبر، لأن المجبر لا يأتى الشئ إلا وهو يكرهه، والتيسير ضد الجبر، ألا ترى قول الرسول: «إن الله تجاوز لى عن أمتى ما استكرهوا عليه» والتيسير هو أن يأتى الإنسان الشىء وهو يحبه"
وقال:
" وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله» معناه من يعفه الله يستعفف، ومن يصبره الله يتصبر، ومن يغنه الله يستغن، وهذا مثل قوله تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: 5، 6] الآية "
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
" وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ في دعائه: ((واهدني ويسِّر الهُدى لي))، وأخبر الله عن نبيه موسى - عليه السلام - أنَّه قال في دعائه: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}، وكان ابنُ عمر يدعو: اللهمَّ يسرني لليُسرى، وجنِبني العُسرى" أهـ
قلت:
دلني كل ما سبق أن الدعاء سر من أسرار النجاة عظيم، ألس كذلك يا أيها الإخوة الكرام؟
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 60 صفحه : 175