نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 60 صفحه : 143
وروى الإمام اللالكائي فقال
أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال ثنا أبو محمد سهل بن عثمان بن سعيد بن حكيم السلمي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن المهدي بن يونس يقول سمعت أبا سليمان داود بن طلحة سمعت عبد الله بن أبي حنيفة الدوسي يقول:
سمعت محمد بن الحسن يقول:
" اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في صفة الرب عز و جل من غير تغيير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر اليوم شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه قد وصفه بصفة لا شيء " ا. هـ
تأمل قوله: " فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا .. فمن قال بقول جهم ... لأنه قد وصفه بصفة لاشيء " ا. هـ
فقول جهم والوصف بلا شيء هو من التفصيل في النفي الذي هو التأويل فالتفسير هنا هو التأويل
ثم ما بال المفوض تمسك بقوله " لم يفسروا " ولم يلتفت إلى قوله " لم يصفوا " فعلى مبدإ استدلاله ينبغي أن يتهم محمد بن الحسن بأنه ينسب مذهب الجهمية إلى السلف فالجهمية هم الذين لم يصفوا ولم يثبتوا الصفات!!
ونحن نعلم مراد محمد بن الحسن منها لكننا نطالب المخالف بأن يكون مرنا في فهم بقية الأثر كما كان مرنا في فهم هذه العبارة
وهذا لتعلم أن المخالف لا يتعامل مع كلام الأئمة بعدل، فكما أنه لم يفهم من قوله في الأثر " لم يصفوا " نفي الصفات كما هي عقيدة الجهمية فكذلك ينبغي أن يفهم نفي التفسير على وجهه وكما دل عليه سياق الأثر نفسه
وقد كان مشتهرا بين أهل العلم إطلاق لفظ التفسير على تأويل الصفات بناء على أنها قائمة على التفصيل في النفي
وقد ملأ الإمام عثمان بن سعيد الدارمي كتابيه بوصف تأويلات الجهمية على أنها تفسيرات ضالة حتى لهج بوصف كل تأويل للمريسي على أنه تفسير باطل
ومن أمثلة ذلك قوله في باب النزول:
" ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة إذ فسر نزوله مشروحاً منصوصاً ... "
وهي أكثر من أن تحصى في هذا المقام
فالتأويل تفسير ممنوع ومنفي.
وقال الإمام ابن قدامة في كتابه: " تحريم النظر " وهو يرد على كلام لابن عقيل ينعى فيه التأويل:
" فإن قال: تركتم تأويل الآيات والأخبار الواردة في الصفات، وادّعى أن السلف تأولوها وفسروها فقد أفِك وافترى وجاء بالطامة الكبرى.
فإنه لا خلاف في أن مذهب السلف الإقرار والتسليم وترك التعرض للتأويل والتمثيل
ثم إن الأصل عدم تأويلهم فمن ادعى أنهم تأولوها فليأت ببرهان على قوله، وهذا لا سبيل إلى معرفته إلا بالنقل والرواية
فلينقل لنا ذلك عن رسول الله أو عن صحابته أو عن أحد من التابعين أو الأئمة المرضيين.
ثم المدعي لذلك من أهل الكلام وهم أجهل الناس بالآثار وأقلهم علما بالأخبار وأتركهم للنقل فمن أين لهم علم بهذه " ا. هـ
هذا كلام صريح صراح.
وتأمل قوله عن المؤول ابن عقيل: " وادّعى أن السلف تأولوها وفسروها " ا. هـ
فالتفسير بمعنى التأويل مشهور عند أهل العلم
ونفي التفسير في عبارات كثير من السلف يراد به في مواطن منها كثيرة نفي التأويل لأنه تفصيل في النفي.
وسئل أبو عمر محمد بن عبد الواحد صاحب اللغة وهو ثعلب عن قول النبي ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره
فقال الحديث معروف وروايته سنة والاعتراض بالطعن عليه بدعة وتفسير الضحك تكلف وإلحاد أما قوله وقرب غيره فسرعة رحمته لكم وتغيير ما بكم من ضر " ا. هـ
فالسياق واضح، فقد شرع بوصف صاحب تفسير الضحك بأنه يعترض ويطعن في الرواية بذلك التفسير ووصف تفسيره بالإلحاد والتكلف وهذا ما دل على أنه أراد تفسير التأويل لأن من يفسر تكييفا وتشبيها يبالغ في قبول الروايات مستغلا لها في حملها على التكييف بينما الاعتراض والطعن في الروايات هو من صنيع المؤولة
وقوله: " إلحاد " ظاهر في أن التفسير قائم على الجحد وهو لا يصدق إلا على تفسير التأويل
وإليك في الختام نموذجا لتأويل من تأويلات المعطلة والذي يتضح فيه معنى التفسير الذي عناه السلف في قولهم دون تفسير
ذكر البيهقي حديث رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 60 صفحه : 143