responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 69  صفحه : 441
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 03 - 06, 03:17 م]ـ
وفقك الله.

أحسنت القول - رعاك الله - وقد قيل بعض ما أشرتَ إليه سلفا.

د: موراني.

لماذا الغضب والزعل والإنفعال ... أنا لم أر مشاركتك هذه إلا في هذه اللحظات ... وما قصدته بكلامي هو أن إهمال التراث وتعرضه للتلف ... وعدم عناية أهله به ... وسرقة بعضه ... و تناول البعض ممن لا يحسن له بالنشر ... واستباحته من كل أحد ... والمتاجرة به .... الخ كل ذلك قد فقهناه وعلمناه ... بل لمس الكثير من الناس ذلك لمس اليد .... فماذا بعد ذلك دكتور؟

تريد الإهتمام به ... واتباع أحدث الأساليب العلمية الحديثة في حمايته وحفظه ... ونفض الغبار عنه ... وتيسير سبل الحصول عليه للباحثين - وهذه بالنسبة لك أنا منها في شك كبير - ... الخ

فأقول: أما هذه - وهي مصيبة المصائب - فلا قدرة للقراء هنا عليها ... ونحن نشتكي مثلما تشتكي ... ونتألم مثلما تتألم بل أشد ... فهلا أنزلت جام غضبك على أؤلئك القائمين عليها ممن تلتقي بهم في المغرب وتونس ومصر ... ؟ وبينتَ لهم عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حماية هذه الكنوز من التلف والضياع ... أم أنك تأخذ حاجتك معززا مكرما وتمضي ... ثم تأتي هنا لتغضب علينا نحن مَن لا حول لنا ولا قوة؟!!

أما الثانية: وهي تحقيق هذا التراث والقيام عليه بالدرس والتحليل ... بل والنقد البناء ... ثم نشره متبعين في ذلك أفضل المناهج العلمية مما تركه لنا أجدادنا ... أو مما طورته العقول البشرية الصادقة المجدة المخلصة للعلم ... = فلك أن تدعو إلى ذلك صباح مساء ... وأنا عن نفسي أقبل منك ومن غيرك ذلك بكل رحابة صدر ... وأجتهد أن أستفيد من كل كلمة تقولها ... ولكن ... أين ذلك التراث الذي تريدنا أن نقوم عليه بالدرس والتحقيق والكشف والملاحظة؟ جزء كبير منه لا تفتح خزائنه إلا لمن تعلمهم دكتور ... وهناك أشياء أخرى لا تعلمها أنت ولا نحن ... لا ندري من أمرها شئيا ... وإذا قسنا الغائب على المشاهد فما أظننا ندركها على خير حال.

أما: تولي أهل العلم لأمر ذاك الإرث ... فذلك غاية المنى ... وقد كان في حال أحسن منه اليوم يوم كان قيما على بعض دوره مثل: الشيخ محمد العابد الفاسي ... و إبراهيم الكتاني ... وفؤاد السيد ... وبن شريفة ... و شبوح ... وغيرهم من الأفاضل ممن يدركون أهميته ... ويعرفون طرق التعامل معه ... وأكبر من ذلك يشعرون بأهمية إخراجه للناس للإنتفاع به ... وتحقيق مقصد مؤلفيه من جمعه وتصنيفه ... إضافة إلى حسن تعاملهم مع طلبته ... وتفهم نفسياتهم ورغباتهم ... وحسن استقبالهم لهم ... وقد أدركتُ شيئا من ذلك ... وما سمعته أكبر وأكثر ...

وقلت: تنزيله بهذه الطريقة التي تذمها أحسن وسيلة لحفظه ... لأنه بذلك ينتشر في الأمة ... ويحفظ من الضياع ... ويتحقق ما قصده مؤلفه من جمعه وتصنيفه ... وهنا فعلا تظهر فائدته ... وإلا ما يستفيد الناس من مخطوط قابع في خزانتك أو خزانة غيرك ...
ثم إذا تناوله من هب وذب ... وتاجر به ... فعلى نفسه جنى ... لأن أهل العلم سيفضحونه ... وكم من شخص رام ذلك افتضح وبان عواره ... وإذا قام به من هو أهل وتحصل على بعض المنفعة الدنيوية فرزق ساقه الله إليه ... والأجر عندنا لا تنقصه الإجارة ... ثم بهذه الحوافز الدنيوية نشط الناس لنفض الغبار عن هذا التراث الذي تبكيه ... لو لم يجدوا هذه المنفعة ما كان معظمهم ليقوم بنبش القبور عن ذلك التراث الدفين ... المهم أن لا يغلب عليهم الكسب المادي على حساب نشر التراث بصورة سليمة ...

وقلت:
رأينا بعض ما تلمح إليه ... فما ضر ذلك التراث ... بل أضر مَن تناوله بدون علم بنفسه ... وقام العالمون بتصحيح الخطأ ... فكان ماذا؟

ولكن صاحبنا لا يريد أن يفهم ... بل هو غاوي كلام وبس ... ويغلق عينيه عن كثير من التحسن في هذا المجال ... وعن تطور العناية بالتراث في جميع أنحاء العالم الإسلامي ... دراسة وتحقيقا وحفظا ...

ولا يريد أن يفهم أيضا أنه لا علاقة وطيدة بين تنزيل التراث في الملتقى وغيره ... وتسور بعض من لا يحسن لحرماته وتطاولهم على تحقيقه ودراسته وهم لا يحسنون؛ لأنهم يفعلون ذلك وإن لم ينزل بالملتقى ... بالعكس إنزاله بالملتقى ووجوده بين يدي الطلبة يعطيهم فرصة للنظر في بعض أعمال المحققين والدارسين للمقارنة والنقد والتصحيح ... فكيف ندرك سلامة عمل الدكتور موراني - مثلا - من الناحية الشكلية في تحقيق بعض إرث أجدادنا إذا لم نقف على الأصول الخطية التي اعتمدها .. ؟

المهم هنا - رعاك الله - أن الدكتور موراني لا يفتأ يكرر هذا الكلام ... وأنا عن نفسي أصبر وأتحمل ... ولكنه أحيانا يتجاوز فيأتي بتوجيهه وإرشاده - نعم - في صورة المتهكم والمستهزئ والمتعجرف ... فلا أدري هل هو لا يحسن القول أم يقصد ذلك؟

وبالمقابل لا يفيد طلبة العلم بشئ ذي بال في جوانب أخرى - ربما له فيها خبرة - فليتَه يحول أقواله إلى أعمال ... فيشارك ببعض الدراسات المقتضبة في نقد بعض النصوص المحققة ... أو تقييم بعض الدراسات ... أو ارتجال بعض المواضيع حول مصادر الفقه المالكي من خلال تعايشه الطويل مع أصوله القديمة ... أو غير ذلك من الأعمال ...

وأنا - والله - أخشى من هذه المهاترات أن تكون سلبية جدا علينا جميعا وعليه ... فلا أريد أن نفقده من بيننا ... كما لا أريد أن أوقف عن الملتقى بسببه أو غيره.
¥

نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث    جلد : 69  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست