نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 69 صفحه : 433
المختلفة ... ثم يأتيه السائلون مع مختلف أغراضهم ونواياهم فيأخذون منه ما يشاؤون ... طيبة بها نفسه ... لا يطمع إلا في ثواب الله في الآخرة ... وقد يرزقه الله عاجل بشرى المؤمن في الدنيا وربما لا ... ويذهب بالفائدة العاجلة من فتوى تجلب الملايين ... نعم لا تستغربوا هذا فقد رأيته واقعا ... أو معلومة لرسالة علمية ترفع صاحبها في عداد الوزراء ... أو يكتب بها اسمه في جملة العلماء أو الأدباء ...
وأنت اليوم إذا طلبت مقابلة محام لاستفسار سهل قريب دفعت الشئ الفلاني ... وإذا وقفت على طبيب لاستشارة قدمت بين يديك عشرات اليوروات ... فإذا خطر لك في أثناء اللقاء سؤال آخر أو استشارة ... طالبك بدفع الرسوم مرة أخرى والبدء في إجراءات دخول عليه جديدة ... نعم حدث هذا فلا تستغربوه ... أليسوا عبيد المادة ... ليس عندهم شئ بدون مقابل ... أغلبهم هكذا في كل أمورهم ... العلم والسياسة واالأمور الإجتماعية على حدّ سواء ...
أقول: اجتهدت أن يفيد الدكتور الجميع ... ولكن يبدو أني كمن يطرق في بارد الحديد ... وخلال ذلك كله كنتُ ألقى باللآئمة فيما يبديه الدكتور من أمر المخطوطات وإهمالها على بني قومي ... وأقرّ له بالتقصير في ذلك ... فلم ينفعه قولي ... ولا دعاه للإكتفاء ... بل يزيد و لا ينقص ... وكم كنتُ أتمنى أن يكون كلامه هذا موجها لأهل الحل والعقد في هذا المجال ممن يسامرهم ... فمثلنا هنا ليس لهم من الأمر شئ ... وقد رأى بأم عينيه أن لو كان لمن هنا من الأمر شئ لنشروا كلّ التراث على الشبكة لينتفع به كل من رام العلم والمعرفة بلا قيد أو شرط، فيحفظ حفظا آخر، ويفهرس ليعلم وجود ما بقي منه سليما مع حوادث المروعة الزمان ... فيرتفع به من رفعه الله ... وينحط من تناوش ما لا يحسن ... وأقدم على التلاعب به تحقيقا أو دراسة ما دام في الأمة أمثال النقاد والعاصمي والفقيه .... وغيرهم كثير ممن يعلمهم الله وسيجزيهم خيرا كثيرا إن شاء سبحانه.
وأعرضت في كل ذلك عن الإشارة إلى تحسن وضع المخطوطات في عالمنا الإسلامي تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة ... سواء في خزائنه العامة مثل الأسدية أو دار الكتب ... أو خزانة الرباط ... أو مراكز رعايته وتجميعه الخاصة مثل مركز الماجد ... مركز الفيصل ... في كل الجوانب حفظا ... وصيانة ... ونشرا ... و تعاونا مع طالبيه مباشرة أو بالمراسلة ... إلى غير ذلك من الإيجابيات التي أسأل الله أن تعم أماكن تراث الأجداد كلها.
كما أني لست في غفلة عن مساوئ بعض خزائن المخطوطات في أوروبا ... من حيث ضحالة الفهارس ... أو كتابتها بالحروف الأعجمية ... أو إخفاء بعض المخطوطات ... أو عدم معرفة القائمين عليها بلغتها ... والأعظم من ذلك بقاؤها هناك بين أيدي الغرباء عنها ... تبكي ألم الأسر ... وتشكو صباح مساء إلى أهلها طالبة إرجاعها إلى حيث تنتمي ... فلعل ذلك يكون قريبا ... فهذه أحلام تصوغها أحلام ... لعلها تصبح حقيقة فيما يستقبل من الأيام ...
وهبها كما قد قيل أحلام نائم - - أما في بني الدنيا لها من معبّر
============================
في المجد رؤيا أولي الألباب لو فرضت - - شبهاً لحِلْمي فللأحلام أحلام
*************************************
إِذا استيقظتْ عيني رأتْ ما يسُوؤُهَا - - وإن هجعتْ لاقت أمرَّ وأوجعَا