ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 02:17 ص]ـ
جزى الله الشيخ العوضي خيراً
هذه هي المقالات
المستدركات والذيول على كشف الظنون
لقد شاع في تراثنا ما يعرف بالمستدركات أو الذيول. وهذه المسميات وغيرها من المسميات ذات الصلة بهذا الموضوع تهدف إلى تتبع المؤلفين فيما وهموا أو غلطوا فيه أو تكميل عمل شرع فيه مؤلف سابق لموضوع ما ولم يكمله، أو أن مؤلفا وقف عن حد رآه مناسبا حسب طاقته وجهده، ويأتي مؤلف بعده فيزيد ويضيف أو يصحح ويعلق. وكما هو معلوم فالمعرفة تراكمية المنزع فيبدأ السابق بتأليف كتاب ما، ويأتي مؤلف بعده فيتمه أو يضيف أو يصحح أو غير ذلك، وكما قال حاجي خليفة في مقدمة كتابه كشف الظنون) وهذا هو قول ابن خلدون في مقدمته (من أن التأليف سبعة اضراب) 1 (إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه،) 2 (أو شيء ناقص يتممه،) 3 (أو شيء مغلق يشرحه،) 4 (أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه،) 5 (أو شيء متفرق يجمعه،) 6 (أو شيء مختلط يرتبه،) 7 (أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه، ولاشك أن المستدركات والذيول هي نوع من أنواع التأليف، ولقد شاع في التراث العربي هذا النوع من التأليف، وهناك مسميات أخرى مثل: التتمة، التكملة، الصلة، صلة الصلة، الفوات. ولكن الأشهر والأغلب استخداما هو الذيل.
ونحن في هذا المقال سنتطرق لنوع من الذيول خاص بنوعية من التأليف طبيعتها تقتضي عملية التذييل والمتابعة بشكل مستمر. هذا التأليف هو الضبط الوراقي) أو ما يعبر عنه بالببليوجرافيا، والتي تُعنى بوصف الكتب (. فمن المعلوم أن تأليف الكتب عملية مستمرة لا تقف عند حد أو زمن، وهذا مايقتضيه تطور العلم، وحاجة الناس للعلم بجميع صوره لا تنقطع. ولقد عرف تراثنا عملية الضبط الوراقي في هذا المجال، ولعل الراشد والمبدع في هذا المجال صاحب الفهرست ابن النديم) ت،438ه (. تلاه محاولات عدة منها ماهو شامل ومنها ماهو خاص بمؤلفات عالم معين، والمجال المتاح لهذا المقال لا يسمح لنا بتتبعها.
ومن أهم الأعمال الببليوجرافية في تراثنا هو كتاب حاجي خليفة) ت، 1067ه (كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون. هذه الموسوعة الببليوجرافية التي رصدت لنا ما يقارب ثمانية عشر ألف عنوان من كتب التراث. وكتاب حاجي خليفة توقف في رصد الكتب عند تاريخ وفاة مؤلفه، علاوة على أنه فاته كثير من الكتب التي ألفت قبله. والفترة التي تلت وفاة مؤلف الكشف تعد من أحلك الفترات التي مرت بها أمتنا فيما يتعلق بتأليف الكتب ورصدها. حيث يؤرخ عدد ليس بالقليل أن فترة الانحطاط في الحضارة الإسلامية كانت بدايتها في القرن العاشر الهجري أو قبل ذلك بقليل. على أية حال، ما نحن بصدده هو الحاجة الماسة لرصد ما تم تأليفه من كتب بعد حاجي خليفة؛ لذا نجد أن بعض العلماء شمروا عن ساعد الجد، وحاولوا استكمال ما بدأه حاجي خليفة، ومن قبله ابن النديم. أقول شرع بعض العلماء خصوصا علماء الدولة العثمانية) التي ينتمي إليهاحاجي خليفة (بجمع ما فات حاجي خليفة والتذييل على كتابه الكشف. ولقد ذكر أبو المعالي المرعشي النجفي في مقدمة كشف الظنون أن هناك ذيولا على الكشف حاولت أن تستدرك على حاجي خليفة، ومن هذه الذيول مايلي:
1 التذكار الجامع للآثار للعلامة السيد حسين العباسي النبهاني الحلبي) ت، 1096ه (. اختصر كشف الظنون وزاد عليه مافات المؤلف، وما ألف بعده، ونسخته موجودة بتمامها في مكتبة «يكثي) وتعني الجديد (جامع» من جوامع استانبول.
2 ذيل كشف الظنون للعلامة محمد عزتي أفندي المشهور) بوشنة زاده (الاسلامبولي) ت، 1092ه (، ولايزال مسودة.
3 ذيل العلامة نوعي أفندي) ت، 1201ه (.
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 69 صفحه : 141