ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:37 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي في شرح حديث جابر رضي الله عنه:
أما الملتزم وهو ما بين الباب والحجر هل يشرع التزامه أم لا؟
لم يثبت عن النبي r في الملتزم شيء، وما جاء من ذلك فلا يصح، ومن ذلك ما اخرج ابو داود وعنه البيهقي عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال: رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطه.
ويزيد بن أبي زياد ليس بحجة
ومنها ما أخرجه أبو داود وابن ماجه والبيهقي عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت ألا تتعوذ قال نعوذ بالله من النار ثم مضى حتى استلم الحجر وأقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد صح من قول مجاهد يحكيه عن جماعة كما أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال كانوا يلتزمون ما بين الركن والباب ويدعون.
والثابت عن عبدالله بن عمر عليه رضوان الله تعالى أنه لم يكن يستلم شيئاً من البيت ويلتزم شيئاً من البيت وهذا قد ثبت عنه من حديث معمر عن أيوب عن نافع عنه، رواه عبدالرزاق في مصنفه.
وكذلك لم يصح عن أصحاب النبي r في ذلك شيء، وما روى عن عبدالله بن عباس فلا يصح عنه فقد رواه عبد الرزاق عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد قال بن عباس رضي الله عنهما هذا الملتزم ما بين الركن والباب.
ولا يصح عنه.
والقول بسنيته بعيد، أما من أراد الالتزام فإنه يلتزمه ولا بأس بذلك لكن لا يلتزم ذلك تعبداً - أي يتعبد بذلك على أنه سنة - لكن يلتزم هذا ويدعو بما شاء كما يلتزم بقية البيت فإن كل ذلك لم يرد فيه دليل وهو باقٍ على الأصل، فالتعلق بأستار الكعبة أو مس البيت والدعاء كل ذلك باقٍ على أصله من الإباحة لم يرد في ذلك منع ولا حث فيبقى على أصله.انتهى.
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 1 صفحه : 72