الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم .. يدعون من ضلَّ إلى الهدى .. ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى .. ويبصرون بنور الله أهل العمى .. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه .. وكم من ضال تائه هدوه .. فما أحسن أثرهم على الناس .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد كل عالم وتقي .. ثم أما بعد:
تعريف الحديث
لغة: ضد القديم، ويستعمل في اللغة أيضاً حقيقة في الخبر.
قال في القاموس: الحديث: الجديد والخبر.
واصطلاحاً: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل أو تقرير، أو وصف خِلقي أو خُلُقي.
والخبر عند علماء هذا الفن مرادف للحديث. فلا فرق إذن عند الجمهور بين الحديث والخبر.
فالتعريف المختار للحديث هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خِلقي أو خُلُقي، أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي.
تعريف الخبر والأثر
اصطلاحاً: ? معان:
- مرادف للحديث
- مغاير ومخالف له: أن الخبر خاص بغير النبى من الصحابة أو التابعين
- أعم من الحديث: يكون الحديث خاصاً بالنبى والخبر عام لما روي عنه صلى الله عليه وسلم وعن غيره
تعريف الأثر
لغة: بقية الشئ
اصطلاحاً: معنيان:
- مرادف للحديث
- مغاير له، فالحديث ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأثر ما أضيف إلى الصحابة أو التابعين
تعريف السنة
لغة: السيرة والطريقة المعتادة، حسنةً كانت أو قبيحة.
وفي اصطلاح بعض العلماء: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، والأكثرون يرون أنها تشمل أيضاً ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي.
الفريق بني السنة والحديث شمول الوصف الخلقي.
أما الأثر: فيسمى تعريف بغامض، وهذا هو المعتمد، لأنه مأخوذ من أثرت الحديث إذا رويته.
فالحاصل: أن هذه العبارات الثلاثة: الحديث، الخبر، الأثر تطلق عند المحدثين بمعنى واحد هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً، أو فعلاً، أو تقريراً، أو صفة خِلقية أو خُلُقية، أو أضيف إلى الصحابي أو التابعي.
حجية السنة
الحجية لغة: مشتقة من الحُجة بمعنى الدليل والبرهان
اصطلاحاً: أي أن السنة دليل شرعي يدل على حكم الله تعالى وأن المولى عز وجل قد تعبدنا بها، أي طلب منا أتباع ما أمرت به واجتناب ما نهت عنه، فهي مصدر أساسي للشرع تُستمد منها مع القرآن العقيدة الصحيحة وأحكام العبادات والمعاملات والأخلاق والأداب والفضائل والمعارف والعلوم المختلفة ومنهما تُصاغ أسس قوانين الأمة المسلمة في سياساتها الداخلية وعلاقاتها الدولية ومنهما تنبسق حياة الأمة الاجتماعية وثقافتها وتربيتها وفكرها وتصوراتها وسلوكياتها، وهما منطلق حضاراتها بكل نواحيها
وباختصار: فإن معني حجية السنة وجوب اعتقاد مقتضاها والعمل بها في جميع جوانب الحياة في ما يتعلق بمعاش الناس ومعادهم
إن السنة المطهرة كالقرآن من حيث الحجية ووجوب العمل لأنها تشترك مع القرآن في المصدرية وهي وحي ولأن الله لم يفرق بين الأمر بطاعته والأمر بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول .. " الآية وقال تعالى:"من يطع الرسول فقد أطاع الله"
وإن كانت السنة تتلو الكتاب من حيث القوة لأنها قطعية الورود جملة لا تفصيلا، فإن منها المتواتر والآحاد وأما القرآن فكله متواتر، فإن صحت السنة وثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم أصبحت حجة شرعية، متواترة كانت أو آحاداً لان العبرة بثقة الرواة الناقلين لا بكثرة عددهم. فإذا صح الحديث وجب العمل به إذا توافرت فيه شروط وجوب العمل مثل أن لا يكون منسوخاً
أدلة حجية السنة:
لقد دل على حجية السنة أدلة كثيرة أهمها بإيجاز:
القرآن، السنة، الأجماع، العصمة، عمل الصحابة، تعذر العمل بالقرآن وحده
تعريفات متفرقة
الإسناد
لغة: مصدره أسند أي عزا ونسب ووثق
أصطلاحاً:
- عزو الحديث الحديث إلى قائله مسنداً
- سلسلة رواة الحديث (أي بمعني السند)
السند:
لغة: المعتمد أي ما يستند إليه ويعتمد عليه. وسمي بذلك لان الحديث يعتمد عليه في درجته من حيث الصخة والضعف.
أصطلاحاً: سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن أو سلسلة رواة الحديث
المتن:
لغة: الظهر أو ما صلب وارتفع من الأرض
اصطلاحاً: ما ينتهي إلى السند من الكلام أي نص الحديث
المُسند:
لغة: اسم المفعول أسند
اصطلاحاً: ? معان
- كل كتاب فيه أحاديث كل صحابي على حده. مثل: مسند الإمام أحمد، مسند أبي داود الطيالسي، مسند الحميدي، مسند بَقي بن مخلد
- الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
- بمعنى السند
علماء الحديث:
المحدث: هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها ومعاني متونها
الحافظ: قيل هو بمعنى المحدث، والصحيح أنه أرفع درجة من المحدث بحيث يكون ما يعرفه في مجال رواية الحديث ودرايته أكثر مما يجهله
الحاكم: هو من كاد يحيط علماً بجميع مسائل الرواية والدراية حتى لا يفوته إلا القليل
¥
نام کتاب : أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 نویسنده : ملتقى أهل الحديث جلد : 1 صفحه : 137