responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة «الثقافة» السورية نویسنده : خليل مردم بك    جلد : 1  صفحه : 86
له من الصفات والمزايا ما ربما أعجبك شأنه وهو ذكي متعلم جميل الصورة عرف بين أصدقائه بدماثة الخلق ورقة الطبع على أنه الرجل يشغل الآن وظيفة أستاذ في المدرسة الثانوية وليس له من الثروة إلا راتبه الذي يتقاضاه وما يقتصد منه في مطلع كل شهر ولعل هذا ما دعاني أن لا أستطلعك رأيك فيه قبل اليوم على أنك ربما سمعت به فماذا ترين إذا عاد اليوم يخطبك زوجاً له؟. فوجمت الفتاة كمن فوجئ بما لم يكن يفكر فيه وأطرقت برأسها لا تجيب، ورأى الأب أن لا محيد له عن السير في الطرق التي سلكها فقال: أترينه دونك أو ممن لا يليقون بك؟. وكأنها رأت في هذا الكلام ما لا يصح سكوتها عنه فقالت لا ولو عرفت ما يجب أن أعرفه من شؤونه وقبلت أنت بمصاهرته فلا أترد في اختياره. قال حسن. ثم نهض من مجلسه وسار متجهاً نحو باب الغرفة وهو كمن اهتدى إلى ما وجد الخير فيه.
من مليحة إلى فائزة
القاهرة في 25 آذار سنة 930
هذا هو الشهر (شهر العسل) الذي غادرنا دمشق في أوائله يوشك أن ينقضي وأنا لم أكتب إليك كلمة واحدة فهل لي في ودك ما يشفع لي عندك؟
لقد كان سفرنا سعيداً وأسعد منه هذه الأيام التي نحياها على ضفاف النيل حيث الساعات تمر بنا سراعاً فلا نستطيع لها عداً. ما أجمل القاهرة يا صديقتي العزيزة وما أهنأ العيش فيها. لقد كنا على أن نقضي فيها بضعة أيام نغادرها من بعدها إلى بلد آخر فإذ بنا نستغني عن كل ما رسمته آمالنا من أسفار وننعم بمقام نقر فيه فلا نتصور أحمد منه.
لقد قرب زمن عودتنا بعد أن كادت إجازة زوجي أن تنتهي وهو مضطر لأن يعاود إلقاء دروسه ومحاضراته قبل انتهاء السنة وحلول موعد العطلة الصيفية ولقد كتبت لنا أمي تشتاقنا وتستعجلنا في الرجوع. كم ودت لو أطال أمد بقائنا في هذا البلد لكن زوجي يأبى إلا أن نعود إلى دمشق وهو من دعة الخلق وطيب النفس مالا أستطيع معه إلا أن أرى رأيه وإني أجد بطاعتي له من النعمى ما يضمحل معه كل ما قد يقوم في نفسي مما لا يتفق مع رغباته.
عندي كثير مما أود أن أقوله لك وكله لا يخرج عن أنني سعيدة وسعيدة جداً بحياتي الجديدة

نام کتاب : مجلة «الثقافة» السورية نویسنده : خليل مردم بك    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست