responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 27
تذكر أنه كان زمناً ما قرة عين وعلق مضنة.
وهذا شأني في الحب. إن لي بأوربا في كل واد أثر محبة. وذكرى صبابة. أعني امرأة كان لي معها وقتاً ما شأن من الشؤون. عفت عليه السنون. أو كما شبهت لي دفاتر مالية فارغة بأنحاء أوربا مبثوثة وبأرجائها منثورة وما إن أزال اذهب إليها. وأعوج عليها.
مافي وقوفك ساعة من باس ... تقضي حقوق الأربع الأدراس
فتتمثل لعيني تلك العصور الخالية. والحقب الماضية. وتمثل لعيني عوين الأحباب. قد فترت ألحاظها رقة الشكوى ولين العتاب. ويصافح سمعي صدى تلكم الأصوات العذبة. وانشق شذا تلكم العهود الطيبة. وقال لي المسيو موسي وهو يعد لي الدنانير سيدي إذا كنت ممضياً في بلدنا هذا برهة من الدهر فلا تحرمني وبناتي طلعتك البهية وصحبتك الهنية.
قلت المدينة آية الحسن ومتعة الناظر وإذا كانت الجامعة هنا تشتغل بتأليف تاريخ الدولة الرومانية الشرقية وكنت ممن أولعوا بهذا التاريخ فما أراني إلا مقيماً هنا مدة طويلة
ذلك ما قلته للرجل والله يعلم أنها علة كاذبة ودعوى باطلة. وإنما الحامل لي على الإقامة بالبلد هو جمال الآنسة منا وسحر مقلتيها ولولاهما لبت في بلدة كوبلنز تلك الليلة. وفيها أصلح الله القارئ فندق البريد وهو من أحسن فنادق العالم.
وكان يصحبني إذ ذاك صديق لي من الجند ممراح لعوب عليم بالألمانية وكنا تشاجرنا مرتين في الطريق مرة بمدينة (روتردام) وأخرى ببلدة (كولونيا) فلما حدثت بيننا المشاجرة الثالثة هنا علمت أنها فرصة فعاجلتها بالانتهاز وكلما دنا صابي من الصلح خطوة أبعدت عنه فرسخاً حتى انفرجت مسافة الخلاف وصاح قائلاً: لأذهبن إلى بلدة (مايانس) فأجبته ولأمكثن هنا. ثم عمدت إلى أقرب فندق من بيت اليهودي وصورة ابنته نصب عيني. وبين جفني فاخترت لي مثوى به وقال لي صاحبي الجندي اسكن أين شئت فما أنا بمغادر مثواي بين الجنود وقد صدقت قوله عند ما رأيته في نفر من ضباط الألمان عقد معهم صحبة جديدة يدخن على باب الثكنة.
أما أنا فما كنت قط ممن خصوا بسهولة الجانب وأنس الناحية فابذل الصداقة لكن من لقيت وامنح المودة كل من صادفت وأدع نفسي حمى مباحاً لكل مرتاد. وفؤادي منزلاً حلا لكل من أراد. ولكني كأهل بلادي وعر المرام مخوف الناحية. شامس العطف. شامخ الأنف.

نام کتاب : مجلة البيان نویسنده : البرقوقي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست