نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 991
ـ[عائشة]ــــــــ[12 - 07 - 2011, 08:46 ص]ـ
هذا قرارٌ من قراراتِ المجمعِ الفقهيِّ بمكَّةَ، أحتفظُ به في جهازي منذُ مُدَّةٍ، وأظنُّ أنَّه قد حانَ وقتُهُ، ومِنَ المُناسِبِ عَرْضُهُ.
من قرارات المجمع الفقهي بمكة المكرمة
حول تفسير خاطئ لسورة الإخلاص
الحمد لله وحده، والصلاة والسَّلام على مَن لا نبي بعده، سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي؛ قد اطلع في جلسته الثانية صباح يوم الاثنين 10/ 4/1403هـ على ما نشرته جريدة السياسة الكويتية في عددها ذي الرقم (4776) الصادر يوم الخميس 17 ذي الحجة 1401هـ. 15/ 10/1981م. من كلام غريب مستنكر، تحت عنوانٍ بارزٍ خادعٍ جاء فيه: (معنى التوحيد: تفسير منطوق لسورة الإخلاص وترجمته الإنجليزية) موقَّع باسم شخص سُمِّي: محمد أحمد الشمالي، يجترئ فيه على التلاعب بمعاني القرآن العظيم، ويأتي فيه بلون عجيب من الخلط والأوهام والجهل والتصورات الخيالية المتفككة الملتبكة، لا تدل على شيء سوى الاختلاط العقلي، ويعلن على المسلمين أنه تفسير لسورة الإخلاص!!
وقد استهلَّ هذا المفسِّر الجديد تفسيره هذا لسورة الإخلاص بقوله: "قُلْ": خبر مقدَّم بمعنى فرد لا أحد له فيقال مثلاً: رجل قل!! "هو": ضمير مبتدأ مؤخَّر خبره (قل)، وهو أيضًا في مقام مفعول به للجملة الفعلية التي تليه!! "الله أحد": أي أنَّ الله أحده، بمعنى جعله واحدًا، أو بمعنى جعله حدًّا، أو بمعنى جعله حادًّا!!
وهكذا يسير هذا الرجل المختلط، في تفسير بقية آيات سورة الإخلاص إلى أن يقول: "ولم يكن له كفوًا أحد": ما كان لهذا الشخص أكفاء في الماضي، ولكن هذا لا يمنع ظهور أكفاء له فيما بعد، وإلا لتعذر عليه ذاته الظهور ثانية على وجه الأرض بعد المرة الأولى، وانقطعت رسله!!
هذا، ويرى المجمع الفقهي: أنه ليس مستغربًا أن يوجد في المختلِّين عقليًّا مَن يتصوَّر نفسه عالمًا محقِّقًا متعمِّقًا، أو فيلسوفًا مدقِّقًا، فهذا مرض من الأمراض، ولكنَّ الغريب كلّ الغريب أن تنشر صحيفة عربيَّة مشهورة، في بلد عربيٍّ إسلاميّ، مثل هذا الهذيان الذي لا يبلغه هذيان المحمومين، تحت عنوان بارز، بأنَّ هذا هو معنى التَّوحيد المستفاد من سورة الإخلاص، تلك السورة القصيرة العظيمة، التي عبّرت عن حقيقة التوحيد بكلمات قليلة محكمة، كانت وستبقى على مدى الحياة أعظم من الجبال الشامخات بلاغة ورسوخًا، وتحدِّيًا لعواصف الأفكار، والتيَّارات الزائفة، والشرك والإلحاد اللَّذَيْن هما ضلال وانحطاط في بعض العقول البشرية بعوامل مختلفة.
فإذا كان ذلك الهذيان تفسيرًا منطوقًا لسورة الإخلاص العظمية، فماذا ترك صاحبه للفرق الباطنية الهدامة، التي تتلاعب بآيات الله في كتابه العربي المبين كما تشاء لها غاياتها الخبيثة ضلالاً وتضليلاً؟
فمثل هذا العمل: هو إجرام وعبث بآيات الله، ورِدَّة عن الإسلام.
فكيف يسوغ لصحيفة عربية صاحبها ينتسب للإسلام في بلد إسلامي أن تجعل من صفحاتها منبرًا لأمثال ذلك؟ وكيف تنجو هي والكاتب المستهزئ بآيات القرآن العظيم من المسئولية التي تقتضيها نصوص الدساتير، وقوانين العقوبات، والمطبوعات في بلدها، وسائر البلاد العربية؟
لذلك، ولخطورة هذا السلوك غير المسئول في الصحافة والنشر فيما يجترأ به على العقائد والمقدسات الإسلامية: قرَّر مجلس المجمع الفقهي لفت أنظار المسئولين، الذين تقع على عاتق سلطاتهم حماية جميع تلك المقدسات من العبث بها، وإحالة هذا القرار إلى الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، لتقوم بإرساله إلى المسئولين في دولة الكويت وسواها؛ ليقوموا بواجبهم فيما يوجبه عليهم دينهم، وحقوق شعوبهم عليهم نحو كتاب ربهم، وسنة رسولهم صلى الله عليه وآله وسلم، من صيانة حرماته، وحمايتها من أن تكون ألعوبة في يد من يشأ تضليل الأفكار، وتزييغ الناشئة بسوء استعمال حرية النشر.
والله ولي التوفيق. وصلى الله على خير خلقه، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[المصدر: «فتاوى إسلاميَّة»: 4/ 57 - 59].
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[12 - 07 - 2011, 10:36 ص]ـ
جزى الله الأختين الكريمتين على ما تفضلتا به من النقول المهمة في هذه المسألة ..
وقد كنت أحببت أن أفسح المجال لصاحب الموضوع وأرجئ نقل أقوال العلماء فيها لا من باب التقرير، وإنما حتى يبين لنا طريقته الجديدة في التفسير!!
وقد اخترع كثير من المفكرين في هذا العصر مسالك وطرائق جديدة في فهم كلام الله تعالى، مثل: التفسير العددي، والتفسير الإعجازي، والتفسير التأملي على حسب ترتيب النزول، وغير ذلك ..
ونحن نكتفي بما ذكره سلفنا الصالح في تفسير القرآن، ونقول لمثل هؤلاء المجددين ما قاله العلامة المفسر ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى في سورة الأحقاف: ((وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه))، قال رحمه الله تعالى: (وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها) اهـ
وفي ادعاء هؤلاء المجددين ـ أن الصواب إليهم أقرب دون غيرهم ـ من اللوازم الفاسدة ما يظهر لكل متأمل ..
والله تعالى أعلم ..
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 991