responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 967
قال الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ... : (وَأَمَّا الرَّطَانَةُ وَتَسْمِيَةُ شُهُورِهِمْ بِالْأَسْمَاءِ الْأَعْجَمِيَّةِ فَقَالَ حَرْبٌ: (بَابُ تَسْمِيَةِ الشُّهُورِ بِالْفَارِسِيَّةِ) قُلْتُ: لِأَحْمَدَ فَإِنَّ لِلْفُرْسِ أَيَّامًا وَشُهُورًا يُسَمُّونَهَا بِأَسْمَاءِ لَا تُعْرَفُ فَكَرِهَ ذَلِكَ أَشَدَّ الْكَرَاهَةِ وَرَوَى فِيهِ عَنْ مُجَاهِدٍ حَدِيثًا أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقَالَ أذرماه وذماه قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ اسْمَ رَجُلٍ أُسَمِّيهِ بِهِ فَكَرِهَهُ، وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ، وَقَدْ اسْتَدَلَّ بِنَهْيِ عُمَرَ عَنْ الرَّطَانَةِ مُطْلَقًا) [3].
وفي لفظٍ آخرَ عَن عُمَر: تعَلَمُوا العَربيةَ فإنها مِنَ دينِكُمْ، وتعلموَا الفرائضَ فإنَها مِنْ دِينِكُمْ.
وأما الرطَانَة: التي هي التَكلمُ بغير العربيةِ تشبهًا بالأعاجم، فقد قالَ عمرُ بنُ الخَطَّابِ: إيَّاكم وَرَطَانة الأعاجم. وأنْ تدخلوا على المشركينَ يومَ عيدهم في كنائسهم.
وفي لفظ آخر عن عمرَ -رضي الله عنه- لا تَعَلَّموَا رَطَانَةَ الأعاجمِ، ولا تدخلوَا على المشركين في كنائسهم يوَم عيدهم فإن السخطة تنزلُ عليهم.
وقالَ الإِمامُ مالك فيما رواه ابنُ القاسم في (المُدونة): لا يُحرِمُ بالأعِجمية، ولا يَدعُو بها، وَلا يحلف.
وقال: نهَى عمَر -رضي الله عنه- عن رطانةِ الأعاجم.
وَكَرِهَ الإِمامُ الشافعي لمن يعرف العربيةَ أن يتكلم بها خالطًا بالعجمية وهو ظاهرُ كلامِهِ فيما حكاه عنه ابن عبدِ الحكم.
وقد روى السلفي بإسناده عن نافع عن ابن عِمر قال: قال رسوَل الله -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: (مَنْ يحسن أن يتكلمَ بالعربيةِ فلا يتكلم بالعجمية فإنَّه يُورثُ النِّفاق) [4].
ورواه أيضا بإسناد آخر عن ابن عمر - رضيَ اللهُ عنهما - قال رسوَل الله -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: (مَنْ كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فإنَها تورث النِّفاق) [4].
وهذان الحديثان يقتضيان ِتحريم الكلام بالعجمية لقادر على العربية إلا لحاجةٍ. والمختارُ أن ذلكَ مكروه) [5].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ونقل عن طائفة منهم، أنهم كانوا يتكلَّمون بالكلمة بعد الكلمة من العجميَّة، قال أبو خلدة: كلَّمني أبو العالية بالفارسيَّة، وقال منذر الثوري: سأل رجل محمد بن الحنفيَّة عن الجبن، فقال: يا جارية اذهبي بهذا الدِّرهم فاشتري به نبيزًا، فاشترت به نبيزًا ثم جاءت به، يعني الجبن.
وفي الجملة: فالكلمة بعد الكلمة من العجميَّة، أمرها قريب، وأكثر ما يفعلون ذلك، إما لكون المخاطب أعجميًّا، أو قد اعتاد العجميَّة، يريدون تقريب الأفهام عليه، كما قال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص -وكانت صغيرةً قد وُلدت بأرضِ الحبشة لما هاجر أبوها، فكساها النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- خميصة وقال: «يا أمَّ خالد، هذا سَنا»، والسَّنا بِلُغة الحبشة: الحسن.
وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال لمن أوجعه بطنه: " أشكم بدرد " وبعضهم يرويه مرفوعًا، ولا يصح.
وأما اعتيادُ الخطاب بغير اللغةِ العربية - التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن - حتى يصير ذلك عادةً للمِصر وأهله، أو لأهل الدار، أو للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه -كما تقدَّم-.
ولهذا كان المسلمون المتقدِّمون لما سكنوا أرض الشَّام ومصر، ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسيَّة، وأهل المغرب، ولغة أهلها بربريَّة عوَّدوا أهل هذه البلاد العربيَّة، حتى غلبت على أهلِ هذه الأمصار: مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديمًا.
ثم إنَّهم تساهلوا في أمرِ اللُّغة، واعتادوا الخطاب بالفارسيَّة، حتى غلبت عليهم وصارت العربيَّة مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروهٌ، وإنَّما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربيَّة، حتى يتلقَّنها الصِّغار في المكاتب وفي الدُّور فيظهر شعارُ الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهلِ الإسلام في فِقه معاني الكتابِ والسُّنة وكلام السَّلف، بخلافِ مَن اعتاد لغة، ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب.
واعلمْ أن اعتيادَ اللغة يؤثِّر في العقلِ والخلُقِ والدِّين تأثيرًا قويًّا بيِّنًا، ويؤثِّر -أيضًا- في مشابهة صدرِ هذه الأمة من الصَّحابة والتَّابعين، ومشابهتهم تزيدُ العقلَ والدِّينَ والخُلق) [6].

(1) "مصنف ابن أبي شيبة" (26281) , و"مصنف عبد الرزاق" (1609).
(2) "لسان العرب" (مادة: رطن).
(3) "الآداب الشرعية" لابن مفلح الحنبلي (فصل: دخول معابد الكفار).
[4] قال الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة " (523): (موضوع عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا).
(5) "مسبوك الذهب في فضل العرب"، لمرعي الكرمي الحنبلي (13).
(6) "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"، لابن تيمية، (فصل في الأعياد: النهي عن موافقتهم .. (2/ 246).
[من مشاركة لأختي الفاضلة أم سلمة السلفية -سلمها الله-، منتديات كل السلفيين].
¥
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 967
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست