responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 958
(الصوم جنة) محاضرة للشيخ (مسعد الحسيني) حفظه الله ..
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 01:46 م]ـ
البسملة1

... الصَّومُ جُنَّة ...
محاضرة لفضيلة الشيخ:
د / مسعد بن مساعد الحسيني
حفظه الله تعالى
الأستاذ المساعد في الجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية

...........
فرغتها: الأخت (أم أنس)
من فريق التفريغ بمنتديات الإمام الآجري
.............................

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله –تعالى- بدين الحق ليظهره على الدين كله، فبلَّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة، وتركنا على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فإن الله –سبحانه وتعالى- قد خلق العباد لحكمة عظيمة وغاية ساميةٍ كريمة، خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم إذ ((له الخلق والأمر)) وبيده مقادير الأمور، خلق الله –سبحانه وتعالى- العباد لعبادته؛ كما قال –تعالى-: ((وما خلقتُ الجنَّ والإنس إلا ليعبدون)) فهذه هي الغاية الشريفة؛ وهي عمارة الأرض بعبادة الله –سبحانه وتعالى- وطاعته والتذلل له، وبذلك كمال الإنسان، وبذلك صلاح الإنسان، وبذلك فلاحه وزكاؤه وسعادته في الدنيا والآخرة وأهليَّته لرحمة الرحمن وسكنى الجِنان.
من رحمة الله –سبحانه وتعالى- أن نوَّع لعباده العبادات؛ ليشتاقوا إليها ولينشطوا لكل عبادة في وقتها، ولئلا يملُّوا نوعًا واحدًا من العبادة، وإنما نوّعها لهم ما بين صلاة أحيانًا وذكرٍ وصيامٍ وحجٍ وزكاةٍ وغير ذلك.
وإنّ من العبادات الفاضلة الكريمة التي جاء بيان فضلها ومزيّتها في كتاب الله وسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عبادة الصيام، فالصيام من أجلّ العبادات وأعظم الطاعات والقُربات، وقد أوصى به النبي الحبيب -صلى الله عليه وسلم-أبا أمامة، فقال عندما سأله عن أمرٍ يأخذه عنه ينفعه الله به أو عن أفضل العمل كما جاء في بعض الروايات قال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((عليك بالصوم فإنه لا مِثل له)) وفي رواية: ((لا عِدْلَ له)).
ومن أعظم أدلة فضيلة الصيام فرْضيَّته على الأمم قبلنا كما فُرِض علينا؛ كما قال الله –تعالى- في كتابه العزيز: ((يا أيها الذين ءامنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون))، وإذا اتفقت الشرائع على أمرٍ في الخير أو الشر دلّ على عظمته، فعندما بيّن الله –تعالى- في هذه الآية أنه فرض علينا الصيام كما فرضه على من كان قبلنا دلّ هذا على أنه عبادةٌ عظيمة، وأن للعباد الحاجة الماسّة إلى هذه العبادة؛ لِمَا لهم فيها من زكاءٍ وصلاحٍ وفلاح.
ومن نظر إلى الصيام ومعناه ومقصوده وغايته تبيّن له عظمته وتبيّن له حقا حاجة العباد إليه.

ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[25 - 07 - 2011, 01:50 م]ـ
يعرِّفه الفقهاء بأنه: إمساكٌ بنيةٍ عن المفطِّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ولكنه إنما يَكمُل ويتحقق ما يترتّب عليه من أجر بالتأدّب بآداب الصيام، فإن لكل عبادة لها كيفيّة وآدابٌ تؤدَّى على وِفْقِها لتؤثِّر أثرها ويترتّب عليها أجرها، إذ ليس المراد هو مجرد الصورة الظاهرة بل لها مع صورتها الظاهرة حقيقة تقوم بالقلوب تقرِّب من علّام الغيوب وهو الله –سبحانه وتعالى-.
فالصلاة مثلا أقوالٌ وأفعال مفتتحة التكبير ومختتمة بالتسليم، ولكن لا يكفي فيها مجرّد القراءة والركوع والسجود حتى يكون مع ذلك وينضمّ إليه إقبال القلب على هذه الصلاة وإحضاره فيها وخشوعه، ولهذا قد يصلي اثنان في صفِ واحد أحدهما إلى جانب صاحبه وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، ولهذا جاء عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: ((إنّ الرجل لينصرف عن الصلاة وما كُتِبَ له إلا نصغها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها ...)) حتى قال: ((إلا عشرها)) وربما يكون هذا المصلي قد قرأ كما قرأ غيره وركع وسجد كما يسجد غيره لكن العبرة بحضور قلبه وخشوعه في صلاته، وهكذا غيرها من
¥

نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 10  صفحه : 958
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست