نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 897
رمضان بين الشهور كيوسف بين إخوته
ـ[أم محمد]ــــــــ[30 - 07 - 2011, 11:48 م]ـ
البسملة1
قال ابن الجوزي -رحمهُ اللهُ- في "بستان الواعظين":
(تمثيل الشُّهور كإخوة يوسف:
قيل: الشهور الاثني عشر كمثل أولادِ يعقوب -عليهِ وعليهم السَّلام-، وشهرُ رمضانَ بين الشُّهور كيوسفَ بين إخوتِه، فكما أن يوسف أحب الأولادِ إلى يعقوبَ؛ كذلك رمضان أحبُّ الشهور إلى علام الغُيوب).
ـ[أم محمد]ــــــــ[30 - 07 - 2011, 11:59 م]ـ
ثم قال:
(نكتة حسَنة لأمَّة محمَّد -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إذا كان في يوسفَ مِن الحِلم والعفو ما غمر جفاهم حين قال: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ} [يوسف: 92]؛ فذلك شهر رمضان فيه من الرَّأفةِ والبركاتِ والنِّعمة والخيرات، والعِتق من النار، والغفران من الملِك القهَّار ما يغلبُ جميعَ الشُّهور، وما اكتسبنا فيه من الآثام والأوزار.
نكتة حسنة: الإشارة فيه جاء إخوةُ يوسف معتمِدين عليه في سدِّ الخلل، وإزاحة العِلل بعد أن كانوا أصحابَ خطايا وزلل؛ فأحسنَ لهم الإنزال، وأصلح لهم الأحوال، وبلَّغهم غاية الآمال، وأطعمهم في الجوع، وأذِن لهم في الرجوع، وقال لفِتيانه: {اجعَلوا بِضاعَتَهم في رِحالِهم لعلَّهم يَعرِفونَها}؛ فسدَّ الواحدُ خلل أحد عشر.
كذلك شهرُ رمضان واحد، والشهور أحد عشر، وفي أعمالِنا خللُ -وأي خللٍ! -، وتقصيرٌ -وأي تقصير! -، وتفريط في طاعةِ العليم الخبير، ونحنُ نرجو أن نتلافى [في] شهر رمضان ما فرَّطنا فيه في سائر الشُّهور، ونصلح فيه فاسدَ الأمور، ويختمه علينا بالفرح والسُّرور، ونعتصم فيه بحبلِ الملِك الغفور، إن شاء الله -تَعالَى- بِمنِّه وإحسانِه، وعفوهِ وغُفرانه؛ إنَّه سميع بصير، وهو نعم المولَى ونعم النَّصير).
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 07 - 2011, 12:24 ص]ـ
وقال -أيضًا-:
(وإشارةٌ أخرى: كان ليعقوب أحدَ عشر ولدًا ذُكورًا، وبين يديه حاضرين، ينظرُ إليه ويراهُم، ويطلع على أحوالِهم وما يبدو من أفعالِهم، ولم يرتد بصره بشيءٍ من ثيابهم، وارتدَّ بقميص يوسف بصيرًا، وصار بصرُه مُنيرًا، وصار قويًّا بعد الضَّعف، بصيرًا بعد العمى.
فكذلك المُذنِب العاصي: إذا شمَّ روائح رمضان، وجلس في مع المُذكِّرين، وقرأ القرآن، وصحبهم بشرط الإسلام والإيمان، وترك الغيبة وقول البُهتان؛ يصير -إن شاء الله- مغفورًا له بعد ما كان عاصيًا، وقريبًا بعد ما كان قاصيًا، ينظر بِقلبِه بعد العَمى، ويسعد بِقُربه بعد الشقا، ويقابَل بالرحمةِ بعد السخط، ويُرزق بلا مؤونةٍ ولا تعب، ويوفَّق طول حياتِه، ويُرفق بقبض روحه عند الوفاة، ويفضل بالمغفرة عند اللقاء، ويَحظى في الجنان بدرجات الالتقاء) اهـ.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[31 - 07 - 2011, 01:28 ص]ـ
اختيارات موفقة جزاكم الله خيرا، وبلغنا وإياكم رمضان على خير حال، وقد أُعلن في السعودية والكويت والإمارات واليمن وغيرها من بلاد المسلمين أن أول أيام رمضان يكون بعد غد، ويوافق يوم الإثنين، وبالله التوفيق.
ـ[عبد العزيز البيضاوي]ــــــــ[29 - 09 - 2011, 01:09 م]ـ
إشارات رائقة ومعان مشرقة
جزاك الله خيرا
نام کتاب : ملتقى أهل اللغة نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 10 صفحه : 897